Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 54-57)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ فَتُوبُوۤاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَٱقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } [ آية : 54 ] ، { وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ ٱلصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ } [ آية : 55 ] ، { ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [ آية : 56 ] . { وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ } ، وذلك أن موسى ، عليه السلام ، قالت له بنو إسرائيل وهم فى التيه : كيف لنا بالأبنية ، وقد نزلنا فى القفر ، وخرجنا من العمران ، من حر الشمس ، فظلل الله عز وجل عليهم الغمام الأبيض يقيهم حر الشمس ، ثم إنهم سألوا موسى ، عليه السلام ، الطعام ، فأنزل الله عليهم طعام الجنة ، وهو { ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ } ، أما المن ، فهو الترنجبين ، فكان ينزل بالليل على شجرهم أبيض كالثلج ، حلو مثل العسل ، فيغدون عليه كل إنسان صاع لكل ليلة ، فيغدون عليه فيأخذون ما يكفيهم ليومهم ، ذلك لكل رجل صاع ، ولا يرفعون منه فى غد ، ويأخذون يوم الجمعة ليومين ؛ لأن السبت كان عندهم لا يشخصون فيه ولا يعلمون ، كان هذا لهم فى التيه ، وتنبت ثيابهم مع أولادهم ، فأما الرجال ، فكانت ثيابهم عليهم لا تبلى ولا تنخرق ولا تدنس . وأما السلوى ، فهو الطير ، وذلك أن بنى إسرائيل سألوا موسى اللحم وهم فى التيه ، فسأل موسى ربه عز وجل ، فقال الله : لأطعمهم أقل الطير لحماً ، فبعث الله سبحانه السماء ، فأمطرت لهم السلوى وهى السمانا ، وجمعتهم ريح الجنوب ، وهى طير حمر تكون فى طريق مصر ، فأمطرت قدر ميل فى عرض الأرض ، وقدر رمح فى السماء بعضه على بعض ، فقال الله عز وجل لهم : { كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ } ، يعنى من حلال ، كقوله : { فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً } [ المائدة : 6 ] ، يعنى حلالاً طيباً فى غير مأثم ، وإذا وجدوا الماء فهو حرام ، فمن ثم قال : { طَيِّباً } ، يعنى حلالاً من { مَا رَزَقْنَاكُمْ } من السلوى ، ولا تطغوا فيه ، يعنى تعصوا الله فى الرزق فيما رزقكم ، ولا ترفعوا منه لغد ، فرفعوا وقددوا مخافة أن ينفد ، ولو لم يفعلوا لدام لهم ذلك ، فقددوا منه ورفعوا فدود وتغير ما قددوا منه وما رفعوا فعصوا ربهم ، فذلك قوله سبحانه : { وَمَا ظَلَمُونَا } ، يعنى وما ضرونا ، يعنى ما نقصونا من ملكنا بمعصيتهم شيئاً حين رفعوا وقددوا منه فى غد ، { وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [ آية : 57 ] ، يعني أنفسهم يضرون ، نظيرها فى الأعراف قوله سبحانه : { مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } [ الأعراف : 160 ] إلى آخر الآية .