Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 17-37)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال عز وجل ، فى مخاطبته لموسى عليه السلام : { وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يٰمُوسَىٰ } [ آية : 17 ] يعنى عصاه كانت بيده اليمنى ، قال ذلك لموسى عليه السلام ، وهو يريد أن يحولها حية . { قَالَ } موسى عليه السلام : { هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا } يقول : أعتمد عليها إذا مشيت { وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي } يقول : أخبط بها الشجر فيتهاش الورق فى الأرض ، فتأكله غنمى إذا رعيتها ، وكانت صغاراً لا تعلون الشجر ، وكان موسى عليه السلام ، يضرب بعصاه الشجر فيتهاش الورق فى الأرض فتأكله غنمه . { وَلِيَ فِيهَا } يعنى فى العصا { مَآرِبُ أُخْرَىٰ } [ آية : 18 ] يعنى حوائج أخرى ، وكان موسى ، عليه السلام ، يحمل زاده وسقاءه على عصاه ، ويضرب الأرض بعصاه فيخرج ما يأكل يومه ، ويركزها فى الأرض فيخرج الماء ، فإذا رفعها ذهب الماء ، وتضىء بالليل فى غير قمر ليهتدى بها ، ويرد بها غنمه عليه ، فتقيه بإذن الله ، عز وجل ، من الآفات ، ويقتل بها الحيات والعقارب بإذن الله ، عز وجل . ؟ حدثنا عبيد الله ، قال : حدثنى أبى ، عن الهذيل ، عن مقاتل ، قال : دفع جبريل ، عليه السلام ، العصا إلى موسى ، عليه السلام ، وهو متوجه إلى مدين بالليل ، واسم العصا نفعه . { قَالَ } الله عز وجل : { أَلْقِهَا يٰمُوسَىٰ } [ آية : 19 ] . { فَأَلْقَاهَا } من يده اليمنى { فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ } [ آية : 20 ] على بطنها ذكراً أشعر ، له عرف ، فخاف موسى ، عليه السلام ، أن يأخذها . فـ { قَالَ } له ربه عز وجل : { خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ } منها { سَنُعِيدُهَا سِيَرتَهَا ٱلأُولَىٰ } [ آية : 21 ] يعنى سنعيدها عصا كهيئتها الأولى عصا ، كما كانت أول مرة ، فأهوى موسى بيده إلى ذنبها فقبض عليها ، فصارت عصا كما كانت . { وَٱضْمُمْ يَدَكَ } يعنى كفك { إِلَىٰ جَنَاحِكَ } يعنى عضدك { تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ } يعنى من غير برص ، فأخرج يده من مدرعته وكانت مضربة ، فخرجت بيضاء لها شعاع كشعاع الشمس يغشى البصر ، ثم قال : { آيَةً أُخْرَىٰ } [ آية : 22 ] يعنى اليد آية أخرى سوى العصا . { لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا ٱلْكُبْرَىٰ } [ آية : 23 ] يعنى اليد ، كانت أكبر وأعجب أمراً من العصا ، فذلك قوله سبحانه : { فَأَرَاهُ ٱلآيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } [ النازعات : 20 ] يعنى اليد . { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } [ آية : 24 ] يقول : إنه عصى ، فادعوه إلى عبادتى ، واعلم أنى قد ربطت على قلبه ؛ فلم يؤمن فأتاه ملك خازن من خزان الريح ، فقال له : انطلق لما أمرت . { قَالَ } موسى : { رَبِّ ٱشْرَحْ لِي صَدْرِى } [ آية : 25 ] يقول : أوسع لى قلبى ، قال له الملك : انطلق لما أمرت به ، فإن هذا قد عجز عنه جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، عليهم السلام . ثم قال موسى : { وَيَسِّرْ لِيۤ أَمْرِى } [ آية : 26 ] يقول : وهو علىَّ ما أمرتنى به من البلاغ إلى فرعون وقومه ، ولا تعسره على . { وَٱحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي } [ آية : 27 ] وكان فى لسانه رته يعنى الثقل ، هذا الحرف عن محمد بن هانىء . { يَفْقَهُواْ قَوْلِي } [ آية : 28 ] يعنى كلامى . { وَٱجْعَل لِّي وَزِيراً } يقول : بالدخول إلى فرعون ، يعنى عوناً { مِّنْ أَهْلِي } [ آية : 29 ] لكى يصدقنى فرعون . { هَارُونَ أَخِي } [ آية : 30 ] { ٱشْدُدْ بِهِ أَزْرِي } [ آية : 31 ] يقول : اشدد به ظهرى وليكون عوناً لى . { وَأَشْرِكْهُ فِيۤ أَمْرِي } [ آية : 32 ] الذى أمرتنى به ، يتعظون لأمرنا ونتعاون كلانا جميعاً . { كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً } [ آية : 33 ] فى الصلاة { وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً } [ آية : 34 ] باللسان { إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً } [ آية : 35 ] يقول : ما أبصرك بنا . { قَالَ } عز وجل : { قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يٰمُوسَىٰ } [ آية : 36 ] ومسألتك لنفسك خيراً ، عن العقدة فى اللسان ولأخيك . { وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ } يعنى أنعمنا عليك مع النبوة { مَرَّةً أُخْرَىٰ } [ آية : 37 ] .