Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 38-47)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم بين النعمة ، فقال سبحانه : { إِذْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ } [ آية : 38 ] ، واسمها يوخاند . { أَنِ ٱقْذِفِيهِ } أن اجعليه { فِي ٱلتَّابُوتِ } والمؤمن الذى صنع التابوت اسمه خربيل بن صابوث { فَٱقْذِفِيهِ فِي ٱلْيَمِّ } يعنى فى نهر مصير ، وهو النيل { فَلْيُلْقِهِ ٱلْيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ } على شاطىء البحر { يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ } يعنى فرعون عدو الله ، عز وجل ، وعدو لموسى ، عليه السلام { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي } فألقى الله ، عز وجل ، على موسى ، عليه السلام ، المحبة فأحبوه حين رأوه فهذه النعمة الأخرى { وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِيۤ } [ آية : 39 ] حين قذف التابوت فى البحر ، وحين التقط ، وحين غذى ، فكل ذلك بعين الله عز وجل ، فلما التقطه جعل موسى لا يقبل ثدى امرأة . { إِذْ تَمْشِيۤ أُخْتُكَ } مريم { فَتَقُولُ } لآل فرعون : { هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ } يعنى على من يضمه ويرضعه لكم ، فقالوا : نعم ، فذهبت أخته فجاءت بالأم فقبل ثديها ، فذلك قوله سبحانه : { فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ } يعنى { كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلاَ تَحْزَنَ } عليك { وَقَتَلْتَ } حين بلغ أشده ثمانى عشرة سنة { نَفْساً } بمصر { فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ ٱلْغَمِّ } يعنى من القتل ، وكان مغموماً مخافة أن يقتل مكان القتيل { وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً } يعنى ابتليناك ببلاء على أثر بلاء ، يعنى بالبلاء النقم منذ يوم ولد إلى أن بعثه الله ، عز وجل ، رسولاً ، { فَلَبِثْتَ سِنِينَ } يعنى عشر سنين { فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ } حين كان مع شعيب ، عليهما السلام { ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ } يعنى ميقات { يٰمُوسَىٰ } [ آية : 40 ] . { وَٱصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي } [ آية : 41 ] وهو ابن أربعين سنة ، يقول : واخترتك لنفسى رسولاً { ٱذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ } هارون { بِآيَاتِي } يعنى اليد والعصا ، وهارون يومئذ غائب بمصر ، فالتقيا موسى وهارون ، عليهما السلام ، من قبل أن يصلا إلى فرعون ، { وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْرِي } [ آية : 42 ] يقول : ولا تضعفا فى أمرى ، فى قراءة ابن مسعود : " ولا تهنا فى ذكرى فى البلاغ إلى فرعون " يجرئهما على فرعون . { ٱذْهَبَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } [ آية : 43 ] يقول : عصى الله ، عز وجل ، أربعمائة سنة { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً } يقول : ادعواه الكنية ، يعنى بالقول اللين ، هل لك إلى أن تزكى ، وأهديك إلى ربك فتخشى { لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ } [ آية : 44 ] . { قَالاَ رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ } يعنى أن يعجل علينا بالقتل { أَوْ أَن يَطْغَىٰ } [ آية : 45 ] يعنى يستعصى . { قَالَ لاَ تَخَافَآ } القتل { إِنَّنِي مَعَكُمَآ } فى الدفع عنكما ، فذلك قوله سبحانه : { فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا } [ القصص : 35 ] ثم قال : { أَسْمَعُ } جواب فرعون { وَأََرَىٰ } [ آية : 46 ] يقول : وأعلم ما يقول ، كقوله : { … لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَاكَ ٱللَّهُ … } يعنى بما أعلمك الله ، عز وجل . { فَأْتِيَاهُ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ } فانقطع كلام الله عز وجل لموسى ، عليه السلام ، فلما أتيا فرعون ، قال موسى لفرعون : { فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ } يقول : ولا تسعبدهم بالعمل ، يعنى بقوله : معنا ، يعنى نفسه وأخاه { قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ } يعني بعلامة { مِّن رَّبِّكَ } وهي اليد والعصا { وَٱلسَّلاَمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ } [ آية : 47 ] يقول : والسلام على من آمن بالله ، عز وجل .