Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 60-73)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَتَوَلَّىٰ فِرْعَوْنُ } يقول : أعرض فرعون عن الحق الذى دعى إليه { فَجَمَعَ كَيْدَهُ } يعنى سحرته { ثُمَّ أَتَىٰ } [ آية : 60 ] { قَالَ لَهُمْ مُّوسَىٰ وَيْلَكُمْ لاَ تَفْتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } لقولهم : إن اليد والعصا ليستا من الله ، عز وجل ، وإنها سحر { فَيُسْحِتَكُم } يعنى فهلككم جميعاً { بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ } يعنى وقد خسر { مَنِ ٱفْتَرَىٰ } [ آية : 61 ] وقال الكذب على الله عز وجل . { فَتَنَازَعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ } يعنى اختلفوا فى قولهم بينهم نظيرها فى الكهف : { إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ } [ الكهف : 21 ] ، { وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَىٰ } [ آية : 62 ] من موسى وهارون ، عليهما السلام . فنجواهم أن { قَالُوۤاْ إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ } يعنى أرض مصر { بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ ٱلْمُثْلَىٰ } [ آية : 63 ] يقول : يغلبانكم على الرجال والأمثال ، جمع أمثل ، وهو الممتاز من الرجال ، من أهل العقول والشرف ، فيتبعون موسى وهارون ، ويتركون فرعون . { فَأَجْمِعُواْ كَيْدَكُمْ } يعنى سحركم ، هذا قول فرعون لوجوه سحرة قومه { ثُمَّ ٱئْتُواْ صَفّاً } يعنى جميعاً { وَقَدْ أَفْلَحَ } يعنى وقد سعد { ٱلْيَوْمَ مَنِ ٱسْتَعْلَىٰ } [ آية : 64 ] يعنى من غلب . { قَالُواْ يٰمُوسَىٰ إِمَّآ أَن تُلْقِيَ } عصاك من يدك { وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ } نحن { أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ } [ آية : 65 ] . { قَالَ بَلْ أَلْقُواْ } فلما ألقوا { فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ } يعنى إلى موسى { مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ } [ آية : 66 ] وكانت حبالاً وهى لا تتحرك . { فَأَوْجَسَ } يعنى فوقع { فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ } [ آية : 67 ] يعنى خاف موسى إن صنع القوم مثل صنعه أن يشكوا فيه فلا يتبعوه ، ويشك فيه من تابعه { قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلأَعْلَىٰ } [ آية : 68 ] يعنى الغالب نظيرها { وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ } [ آل عمران : 139 ، محمد : 35 ] الغالبون ، هذا قول جبريل لموسى ، عليه السلام ، عن أمر ربه ، عز وجل ، وهو على يمينه تلك الساعة . { وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ } يعنى عصاه ، ففعل ، فإذا هى حية { تَلْقَفْ } يقول : تلقم { مَا صَنَعُوۤاْ } من السحر حتى تلقمت الحبال والعصى { إِنَّمَا صَنَعُواْ كَيْدُ سَاحِرٍ } يقول : إن الذى عملوا هو عمل ساحر ، يعنى كبيرهم ، وما صنع موسى فليس بسحر { وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ } [ آية : 69 ] أينما كان الساحر فلا يفلح . { فَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّداً } لله تبارك وتعالى ، وكانوا ثلاثة وسبعين ساحراً أكبرهم اسمه شمعون ، فلما التقمت الحبال والعصى ألقاهم الله ، عز وجل ، على وجوههم سجداً { قَالُوۤاْ آمَنَّا } يعنى صدقنا { بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ } [ آية : 70 ] . { قَالَ } فرعون : { آمَنتُمْ لَهُ } يعنى صدقتم لموسى { قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ } يقول : قبل أن آمركم بالإيمان لموسى { إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ } يعنى لعظيمكم فى السحر ، هو { ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ } يعنى اليد اليمنى والرجل اليسرى { وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ } مثل قوله تعالى : { أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ … } [ الطور : 38 ] يعنى عليه { وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَىٰ } [ آية : 71 ] أنا أو ورب موسى وهارون { وَأَبْقَىٰ } وأدوم عذاباً . { قَالُواْ } يعنى قالت السحرة : { لَن نُّؤْثِرَكَ } يعن لن نختارك { عَلَىٰ مَا جَآءَنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَاتِ } يعنون اليد والعصا { وَ } لا على { وَٱلَّذِي فَطَرَنَا } يعنى خلقنا ، يعنون ربهم ، عز وجل ، الذى خلقهم { فَٱقْضِ } يعنى فاحكم فينا { مَآ أَنتَ قَاضٍ } يعنى حاكم من القطع والصلب { إِنَّمَا تَقْضِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَآ } [ آية : 72 ] . { إِنَّآ آمَنَّا بِرَبِّنَا } يقول : إنا صدقنا بتوحيد الله ، عز وجل ، { لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا } يقول : سحرنا { وَ } يغفر لنا { وَمَآ } الذى { أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ } يعنى ما جبرتناعليه { مِنَ ٱلسِّحْرِ وَٱللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } [ آية : 73 ] يقول الله جل جلاله أفضل منك وأدوم منك يا فرعون ، فإنك تموت ويبقى الرب وحده تعالى جده ؛ لقول فرعون : { … أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَىٰ } [ طه : 71 ] .