Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 48-59)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَآ أَنَّ ٱلْعَذَابَ } فى الآخرة ، { عَلَىٰ مَن كَذَّبَ } بتوحيد الله ، عز وجل { وَتَوَلَّىٰ } [ آية : 48 ] يعنى وأعرض عنه . { قَالَ } فرعون : { فَمَن رَّبُّكُمَا يٰمُوسَىٰ } [ آية : 49 ] { قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِيۤ أَعْطَىٰ كُلَّ شَيءٍ } من الدواب { خَلْقَهُ } يعنى صورته التى تصلح له { ثُمَّ هَدَىٰ } [ آية : 50 ] يقول : هداه إلى معيشته ومرعاه ، فمنها ما يأكل الحب ، ومنها ما يأكل اللحم . { قَالَ } فرعون : يا موسى { فَمَا بَالُ ٱلْقُرُونِ ٱلأُولَىٰ } [ آية : 51 ] يقول : مؤمن آل فرعون فى حم المؤمن : { يٰقَوْمِ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِّثْلَ يَوْمِ ٱلأَحْزَابِ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ } [ غافر : 30 ، 31 ] فى الهلاك ، فلما سمع ذلك فرعون من المؤمن ، قال لموسى : { فَمَا بَالُ ٱلْقُرُونِ ٱلأُولَىٰ } فلم يعلم موسى ما أمرهم ؟ لأن التوراة إنما أزلت على موسى ، عليه السلام ، بعد هلاك فرعون وقومه . فمن ثم رد عليه موسى : فـ { قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ } يعنى اللوح المحفوظ { لاَّ يَضِلُّ رَبِّي } يعنى لا يخطئ ذلك الكتاب ربى { وَلاَ يَنسَى } [ آية : 52 ] ما فيه ، فلما أنزل الله ، عز وجل ، عليه التوراة أعلمه ، وبين له فيها القرون ، الأولى . ثم ذكر موسى ، عليه السلام ، صنع الله ، عز وجل ، ليعتبر به فرعون ، فقال : { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ مَهْداً } يعنى فراشاً { وَسَلَكَ لَكُمْ } يعنى وجعل لكم { فِيهَا سُبُلاً } يعنى طرقاً فى الأرض { وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ } يعنى بالمطر { أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّىٰ } [ آية : 53 ] من الأرض يعنى مختلفاً من كل لون من النبت منها للدواب ، ومنها للناس . { كُلُواْ وَٱرْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ } يعنى فيما ذكر من هذه الآية { لآيَاتٍ } يعنى لعبرة { لأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ } [ آية : 54 ] يعنى لذوى العقول فى توحيد الله ، عز وجل ، هذا قول موسى ، عليه السلام ، لفرعون . ثم قال الله عز وجل : { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ } يعنى أول مرة خلقكم من الأرض ، من التراب الذى ذكر فى هذه الآية التى قبلها { وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ } إذا متم { وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ } يوم القيامة أحياء بعد الموت { تَارَةً أُخْرَىٰ } [ آية : 55 ] يعنى مرة أخرى . { وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا } يعنى فرعون ، الآيات السبع : الطوفان ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم ، والطمس ، والسنين ، والعصا ، واليد ، { فَكَذَّبَ } بها ، بأنها ليست من الله ، عز وجل ، { وَأَبَىٰ } [ آية : 56 ] أن يصدق بها ، وزعم أنها سحر . { قَالَ } فرعون لموسى : { أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يٰمُوسَىٰ } [ آية : 57 ] اليد والعصا { فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ } يعنى بمثل سحرك { فَٱجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً } يعنى وقتاً { لاَّ نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلاَ أَنتَ مَكَاناً سُوًى } [ آية : 58 ] يعنى ميقاتاً ، يعنى عدلاً كقوله سبحانه : { أَصْحَابُ ٱلصِّرَاطِ ٱلسَّوِيِّ } [ طه : 135 ] يعنى العدل . { قَالَ } موسى لفرعون : { مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ ٱلزِّينَةِ } يعنى يوم عيد لهم فى كل سنة واحد ، وهو يوم النيروز { وَأَن يُحْشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحًى } [ آية : 59 ] يعنى نهاراً فى اليوم الذى فيه العيد ، مثل قوله : { بَأْسُنَا ضُحًى } [ الأعراف : 98 ] يعنى نهاراً ، وبعث فرعون شرطة فحشرهم للميعاد .