Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 80-82)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
كما قال تعالى : { يٰبَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِّنْ عَدُوِّكُمْ } فرعون وقومه { وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنَ } يعنى حين سار موسى مع السبعين عن يمين الجبل ، فأعطى التوراة { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ } [ آية : 80 ] فى التيه ، أما المن فالترنجبين كان بين أعينهم بالليل على شجرهم أبيض كأنه الثلج ، حلو مثل العسل ، فيغدون عليه فيأخذون منه ما يكفيهم يومهم ذلك ، ولا يرفعون منه لغد ، ويأخذون يوم الجمعة ليومين ، لأن السبت كان عندهم لا يسيحون فيه ولا يعملون فيه ، هذا لهم وهم فى التيه مع موسى ، عليه السلام ، وتنبت ثيابهم مع أولادهم ، أما الرجال فكانت ثيابهم لا تبلى ، ولا تخرف ، ولا تدنس ، وأما السلوى وهو الطير ، وذلك أن بنى إسرائيل سألوا موسى اللحم وهم فى التيه ، فسأل موسى ، عليه السلام ، ربه عز وجل ذلك ، فقال الله : لأطعمنهم أقل الطير لحماً فبعث الله سبحانه سحاباً فأمطرت سماناً ، وجمعتهم الريح الجنوب ، وهى طير حمر تكون فى طريق مصر ، فمطرت قدر ميل فى عرض الأرض ، وقد رطول رمح فى السماء . يقول الله تعالى ذكره : { كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } يعنى بالطيبات الحلال من الرزق { وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ } يقول : ولا تعصوا فى الرزق ، يعنى فيما رزقناكم من المن والسلوى فترفعوا منه لغد ، وكان الله سبحانه قد نهاهم أن يرفعوا منه لغد فعصوا الله ، عز وجل ، ورفعوا منه ، وقددوا ، فتدود ونتن ، ولولا صنيع بنى إسرائيل لم يتغير الطعام أبداً ، ولولا حواء زوج آدم ، عليهما السلام ، لم تخن أنثى زوجها الدهر ، فذلك قوله : { وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ } كقوله تعالى لفرعون : { … إِنَّهُ طَغَىٰ } يعنى عصى { فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي } يعنى فيجب عليكم عذابى { وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي } عذابى { فَقَدْ هَوَىٰ } [ آية : 81 ] يقول : ومن وجب عليه عذابى فقد هلك . { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ } من الشرك عن عبادة العجل { وَآمَنَ } يعنى وصدق بتوحيد الله ، عز وجل ، { وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ } [ آية : 82 ] يعنى عرف أن لعمله ثواباً يجازى به كقوله سبحانه : { وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } [ النحل : 16 ] يعنى يعرفون الطريق .