Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 83-88)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَآ أَعْجَلَكَ عَن قَومِكَ يٰمُوسَىٰ } [ آية : 83 ] يعنى السبعين الذين اختارهم موسى حين ذهبوا معه إلى الطور ليأخذوا التوراة من ربه ، عز وجل ، فلما ساروا عجل موسى ، عليه السلام ، شوقاً إلى ربه تبارك وتعالى ، وخلف السبعين ، وأمرهم أن يتبعوه إلى الجبل ، فقال الله عز وجل له : { وَمَآ أَعْجَلَكَ عَن قَومِكَ } ؟ السبعين . { قَالَ } لربه جل وعز : { هُمْ أُوْلاۤءِ عَلَىٰ أَثَرِي } يجيئون من بعدى { وَعَجِلْتُ } يعنى أسرعت { إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ } [ آية : 84 ] يقول : حتى ترضى عنى . { قَالَ } الله جل جلاله : { فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ } يعنى الذين خلفهم مع هارون على ساحل البحر سوى السبعين ، { مِن بَعْدِكَ } بالعجل { وَأَضَلَّهُمُ ٱلسَّامِرِيُّ } [ آية : 85 ] حين أمرهم بعبادة العجل وكانوا اثنى عشر ألفاً . { فَرَجَعَ مُوسَىٰ } من الجبل { إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ } عليهم { أَسِفاً } حزيناً لعبادتهم العجل { قَالَ } لهم { يٰقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً } يعنى حقاً كقوله سبحانه فى البقرة : { … وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً … } [ البقرة : 80 ] يعنى حقاً فى محمد صلى الله عليه وسلم ، أن يعطيكم التوراة فيها بيان كل شىء ، والوعد حين قال عز وجل : { وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنَ } [ طه : 80 ] حين سار موسى مع السبعين ليأخذوا التوراة فطال عليهم العهد ، يعنى ميعاده إياهم أربعين يوماً ، فذلك قوله تعالى : { أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ ٱلْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ } يعنى أن يجب عليكم عذاب ، كقوله تعالى : { … قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ … } [ الأعراف : 71 ] يعنى عذاب { مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَّوْعِدِي } [ آية : 86 ] يعنى الأربعين ، يوماً ، وذلك أنهم عدوا الأيام والليالى ، فعدوا عشرين يوماً وعشرين ليلة ، ثم قالوا لهارون : قد تم الأجل الذى كان بيننا وبين موسى ، فعند ذلك أضلهم السامرى . { قَالُواْ مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا } ونحن نملك أمرنا { وَلَـٰكِنَّا حُمِّلْنَآ أَوْزَاراً } يعنى خطايا ؛ لأن ذلك حملهم على صنع العجل وعبادته { مِّن زِينَةِ ٱلْقَوْمِ } يقول : من حلى آل فرعون الذهب والفضة ، وذلك أنه لما مضى خمسة وثلاثون يوماً ، قال لهم السامرى وهو من بنى إسرائيل : يا أهل مصر ، إن موسى لا يأتيكم ، فانظروا هذا الوزر ، وهو الرجس الذى على نسائكم وأولادكم من حلى آل فرعون الذى أخذتموه منهم غصباً ، فتطهروا منه ، واقذفوه فى النار . ففعلوا ذلك وجمعوه فعمد السامرى ؛ فأخذه ثم صاغه عجلاً لست وثلاثين يوماً ، وسبعة وثلاثين يوماً ، وثمانية وثلاثين يوماً ، فصاغة فى ثلاثة أيام ، ثم قذف القبضة التى أخذها من أثر حافر فرس جبريل ، عليه السلام ، فخار العجل خورة واحدة ، ولم يثن ، فأمرهم السامرى بعبادة العجل لتسعة وثلاثين يوماً ، ثم أتاهم موسى ، عليه السلام ، من الغد لتمام أربعين يوماً ، فذلك قوله سبحانه : { فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ } يعنى هكذا { أَلْقَى ٱلسَّامِرِيُّ } [ آية : 87 ] الحلى فى النار . { فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً } يعنى بالجسد أنه لا روح فيه { لَّهُ خُوَارٌ } يعنى له صوت { فَقَالُواْ } قال السامرى وحده : { هَـٰذَآ إِلَـٰهُكُمْ وَإِلَـٰهُ مُوسَىٰ } معشر بنى إسرائيل ، وذلك أن بنى إسرائيل لما عبروا البحر مروا على العمالقة وهم عكوف على أصنام لهم ، قالوا لموسى : اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ، فاغتنمها السامرى ، فلما اتخذه قال : هذا إلهكم وإله موسى معشر بنى إسرائيل ، { فَنَسِيَ } [ آية : 88 ] يقول : فترك موسى ربه وهو هذا ، وقد ذهب موسى يزعم خطاب ربه ، يقول الله جل جلاله .