Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 39-44)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فأنزل الله عز وجل { لَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } من أهل مكة { حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ } وذلك أن أيديهم تغل إلى أعناقهم ، وتجعل فى أعناقهم صخرة من الكبريت ، فتشتعل النار فيها ، فلا يستطيعون أن يتقوا النار إلا بوجوههم . فذلك قوله سبحانه : { أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } [ الزمر : 24 ] وذلك قوله : حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم لو علموا ذلك ما استعجلوابالعذاب ، ثم قال سبحانه : { وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } [ آية : 39 ] يقول : ولا هم يمنعون من العذاب . ثم قال تعالى : { بَلْ تَأْتِيهِم } الساعة { بَغْتَةً } يعنى فجأة { فَتَبْهَتُهُمْ } يقول : فتفجؤهم { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا } يعنى أن يردوها { وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } [ آية : 40 ] يقول : ولا يناظر بهم العذاب حتى يعذبوا { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ } كما استهزئ بك يا محمد ، يعزى نبيه صلى الله عليه وسلم ليصبر على تكذيبهم إياه بالعذاب ، وذلك أن مكذبى الأمم الخالية كذبوا رسلهم بأن العذاب ليس بنازل بهم فى الدنيا ، فلما أخبر النبى صلى الله عليه وسلم كفار مكة استهزءوا منه تكذيباً بالعذاب . يقول الله عز وجل : { فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ } يعنى فدار بهم { سَخِرُواْ مِنْهُمْ مَّا } يعنى الذى { كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } [ آية : 41 ] بأنه غير نازل بهم . { قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم } يقول : من يحرسكم { بِٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ مِنَ } عذاب { ٱلرَّحْمَـٰنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُّعْرِضُونَ } [ آية : 42 ] يعنى القرآن ، معرضون عنه . ثم قال سبحانه : { أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ } نزلت فى الحارث بن قيس السهمى ، وفيه نزلت أيضاً فى الفرقان : { أَفَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ … } [ الجاثية : 23 ] فقال سبحانه : { أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ } { تَمْنَعُهُم } من العذاب { مِّن دُونِنَا } يعنى من دون الله عز وجل فيها تقديم ، ثم أخبر عن الآلهة ، فقال تعالى : { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ } يقول : لا تستطيع الآلهة أن تمنع نفسها من سوء أريد بها ، ثم قال سبحانه : { وَلاَ هُمْ } يعنى من يعبد الآلهة { مِّنَّا يُصْحَبُونَ } [ آية : 43 ] يعنى ولا هم منا يجارون ، يقول الله تعالى : لا يجيرهم منى ولا يؤمنهم منى أحد . { بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلاۤءِ } يعنى كفار مكة { وَآبَآءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ أَفَلاَ يَرَوْنَ } يعنى أفهلا يرون { أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ } يعنى أرض مكة { نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ } يعنى نغلبهم على ما حول أرض مكة { أَفَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ } [ آية : 44 ] يعنى كفار مكة ، أو النبى صلى الله عليه وسلم والمؤمنون ؟ بل النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، رضى الله عنهم ، هم الغالبون لهم ، وربه محمود .