Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 35-38)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال عز وجل : { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ } يعنى النبى صلى الله عليه وسلم وغيره { وَنَبْلُوكُم } يقول : ونختبركم { بِٱلشَّرِّ } يعنى بالشدة لتصبروا { وَ } بـ { وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً } تعنى بالرخاء لتشكروا فتنة ، يقول : هما بلاء يبتليكم بهما { وَإِلَيْنَا } فى الآخرة { تُرْجَعُونَ } [ آية : 35 ] بعد الموت فنجزيكم بأعمالكم . { وَإِذَا رَآكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } يعنى أبا جهل { إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً } " وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم مر على أبى سفيان بن حرب ، وعلى أبى جهل بن هشام ، فقال أبو جهل لأبي سفيان كالمستهزئ : انظروا إلى نبى بني عبد مناف . فقال أبو سفيان لأبى جهل حمية ، وهو من بنى عبد شمس بن عبد مناف : وما ننكر أن يكون نبياً فى بنى عبد مناف ، فسمع النبى صلى الله عليه وسلم قولهما ، فقال لأبى جهل : " ما أراك منتهياً حتى ينزل الله عز وجل بك ما نزل بعمك الوليد بن المغيرة ، وأما أنت يا أبا سفيان ، فإنما قلت الذى قلت حمية " ، فأنزل الله عز وجل : { وَإِذَا رَآكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } يعنى أبا جهل { إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً } استهزاء . وقال أبو جهل حين رأى النبى صلى الله عليه وسلم : { أَهَـٰذَا ٱلَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ } اللات والعزى ومناة بسوء يقول الله عز وجل : { وَهُمْ بِذِكْرِ } يعنى بتوحيد { ٱلرَّحْمَـٰنِ هُمْ كَافِرُونَ } [ آية : 36 ] وذلك أن أبا جهل قال : إن الرحمن مسيلمة بن حبيب الحنفى الكذاب . { خُلِقَ ٱلإنْسَانُ } يعنى آدم أبو البشر { مِنْ عَجَلٍ } وذلك أن كفار قريش استعجلوا بالعذاب فى الدنيا من قبل أن يأتيهم تكذيباً به ، كما استعجل آدم عليه السلام الجلوس من قبل أن تتم فيه الروح من قبل رأسه يوم الجمعة ، فأراد أن يجلس من قبل أن تتم فيه الروح إلى قدميه ، فلما بلغت الروح وسطه ونظر إلى حسن خلقه أراد أن يجلس ونصفه طين ، فورث الناس كلهم العجلة من آدم ، عليه السلام ، لم تجد منفذاً فرجعت من أنفه فعطس ، فقال : الحمد لله رب العالمين ، فهذه أول كلمة تكلم بها . وبلغنا أن الله عز وجل رد عليه ، فقال : لهذا خلقتك يرحمك ربك . فسبقت رحمته غضبه ، فلما استعجل كفار مكة العذاب فى الدنيا نزلت : { خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } لأنهم من ذريته يقول الله ، عز وجل ، لكفار مكة : فـ { سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي } يعنى عذابى القتل { فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ } [ آية : 37 ] يقول : فلا تعجلوا بالعذاب . { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ آية : 38 ] وذلك أن كفار مكة قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم : متى هذا العذاب الذى تعدنا ، إن كنت صادقاً ، يقولون ذلك مستهزئين تكذيباً بالعذاب .