Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 74-82)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلُوطاً آتَيْنَاهُ } يعنى أعطيناه { حُكْماً } يعنى الفهم والعقل { وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْقَرْيَةِ } يعنى سدوم { ٱلَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ ٱلْخَبَائِثَ } يعنى السيئ من العمل إتيان الرجال فى أدبارهم ، فأنجى الله لوطاً وأهله ، وعذب القرية بالخسف والحصب { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ } [ آية : 74 ] . { وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَآ } يعنى نعمتنا ، وهى النبوة ، كقوله عز وجل : { إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ … } بالنبوة { إِنَّهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ } [ آية : 75 ] . { وَنُوحاً إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ } إبراهيم ، ولوطاً ، وإسحاق ، وكان نداؤه حين ، قال : { … أَنِّي مَغْلُوبٌ فَٱنتَصِرْ } { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ } دعاءه { فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } [ آية : 76 ] يعنى الهول الشديد يعنى الغرق . { وَنَصَرْنَاهُ مِنَ ٱلْقَوْمِ } فى قراءة أبى بن كعب " ونصرناه على القوم " { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } يعنى كذبوا بنزول العذاب عليهم فى الدنيا ، وكان نصره هلاك قومه { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ } [ آية : 77 ] لم ننج منهم أحداً . { وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي ٱلْحَرْثِ } يعنى الكرم { إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ ٱلْقَوْمِ } يعنى النفش بالليل والسرح بالنهار { وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ } [ آية : 78 ] يعنى داود وسليمان ، صلى الله عليهما ، وصاحب الغنم ، وصاحب الكرم ، وذلك أن راعياً جمع غنمه بالليل إلى جانب كرم رجل ، فدخلت الغنم الكرم فأكلته ، وصاحبها لا يشعر بها ، فلما أصبحوا أتوا داود النبى ، عليه السلام ، فقصوا عليه أمرهم ، فنظر داود ثمن الحرث ، فإذا هو قريب من ثمن الغنم ، فقضى بالغنم لصاحب الحرث ، فمروا بسليمان ، فقال : كيف قضى لكم نبى الله ؟ فأخبراه ، فقال سليمان : نعم ما قضى نبى الله ، وغيره أرفق للفريقين ، فدخل رب الغنم على داود ، فأخبره بقول سليمان فأرسل داود إلى سليمان فأتاه ، فعزم عليه بحقه ، بحق النبوة ، لما أخبرتنى ، فقال : عدل الملك ، وغيره أرفق ، فقال داود : وما هو ؟ قال سليمان : تدفع الغنم إلى صاحب الحرث ، فله أولادها وأصوافها وألبانها وسمنها ، وعلى رب الغنم أن يزرع لصاحب الحرث مثل حرثه ، فإذا بلغ وكان مثله يوم أفسده ، دفع إليه حرثه ، وقبض غنمه ، قال : داود نعم ما قضيت ، فأجاز قضاءه ، وكان هذا ببيت المقدس . يقول الله عز وجل : { فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ } يعنى القضية ليس يعنى به الحكم ، ولو كان الحكم لقال ففهمناه { وَكُلاًّ } يعنى داود وسليمان { آتَيْنَا } يعنى أعطينا { حُكْماً وَعِلْماً } يعنى الفهم والعلم ، فصوب قضاء سليمان ، ولم يعنف داود { وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ ٱلْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ } يعنى يذكرن الله ، عز وجل ، كلما ذكر داود ربه ، عز وجل ، ذكرت الجبال ربها معه { وَ } سخرنا له { وَٱلطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ } [ آية : 79 ] ذلك بداود . { وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ } يعنى الدروع من حديد ، وكان داود أول من اتخذها { لِتُحْصِنَكُمْ مِّن بَأْسِكُمْ } يعنى من حربكم من القتل والجراحات { فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ } [ آية : 80 ] لربكم فى نعمه فتوحدونه استفهام . قال الفراء : يعنى فهل أنتم شاكرون ؟ معنى الأمر أى اشكروا ، ومثله { فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ } [ المائدة : 91 ] أى انتهوا . { وَ } سخرنا { وَلِسُلَيْمَانَ ٱلرِّيحَ عَاصِفَةً } يعنى شديدة { تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } يعنى الأرض المقدسة ، يعنى بالبركة الماء والشجر { وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ } مما أعطيناهما { عَالِمِينَ } [ آية : 81 ] . { وَمِنَ ٱلشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ } لسليمان فى البحر ، فيخرجون له اللؤلؤ ، وهو أول من استخرج اللؤلؤ من البحر { وَيَعْمَلُونَ } له { عَمَلاً دُونَ ذٰلِكَ } يعنى غير الغياصة من تماثيل ومحاريب وجفان كالجراب وقدور راسيات ، { وَكُنَّا لَهُمْ } يعنى الشياطين { حَافِظِينَ } [ آية : 82 ] على سليمان لئلا يتفرقوا عنه .