Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 83-91)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ } يعنى دعاء ربه ، عز وجل ، { أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ } يعنى أصابنى البلاء { وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ } [ آية : 83 ] . { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ } دعاءه { فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ } فأحياهم الله ، عز وجل : { وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ } وكانت امرأة أيوب ولدت قبل البلاء سبع بنين وثلاث بنات ، فأحياهم الله ، عز وجل ، ومثلهم معهم { رَحْمَةً } يقول : نعمة { مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ } [ آية : 84 ] يقول : وتفكرا للموحدين فأعطاه الله ، عز وجل ، مثل كل شىء ذهب له ، يعنى أيوب ، وكان أيوب من أعبد الناس فجهد إبليس ليزيله عن عبادة ربه ، عز وجل ، فلم يستطع . { وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا ٱلْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّابِرِينَ } [ آية : 85 ] { وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا } يعنى فى نعمتنا وهى النبوة { إِنَّهُمْ مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } [ آية : 86 ] يعنى من المؤمنين . { وَذَا ٱلنُّونِ } يعنى يونس بن متى ، عليه السلام ، { إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً } يعنى مراغماً لقومه ، لحزقيل بن أجار ، ومن معه من بنى إسرائيل ، ففارقهم من غير أن يؤمنوا { فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ } فحسب يونس أن لن نعاقبه بما صنع { فَنَادَىٰ } يقول : فدعا ربه { فِي ٱلظُّلُمَاتِ } يعنى ظلمات ثلاث ظلمة الليل ، وظلمة البحر ، وظلمة بطن الحوت ، فنادى : { أَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ } يوحد ربه ، عز وجل : { سُبْحَانَكَ } نزه تعالى أن يكون ظلمه ، ثم أقر على نفسه بالظلم ، فقال : { إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ } [ آية : 87 ] يقول يونس عليه السلام : إنى ظلمت نفسى . { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ } دعاءه { وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْغَمِّ } يعنى من بطن الحوت { وَكَذٰلِكَ نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ آية : 88 ] قال أبو محمد : قال أبو العباس ثعلب : قال الفراء : أن لن نقدر عليه . ونقدر عليه ، لمعنى واحد ، وهو من قوله قدرت الشىء ، لا قدرت ، معناه من التقدير لا من القدر ، ومثله فى سورة الفجر : { فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ } [ الفجر : 16 ] من التقدير ، والتقتير ، لا من القدرة ، بلغنا أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " مكث يونس ، عليه السلام ، فى بطن الحوت ثلاثة أيام " وعن كعب قال : أربعين يوماً . { وَزَكَرِيَّآ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ } يعنى دعا ربه فى آل عمران ، وفى مريم ، قال : { رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً } يعنى وحيداً ، وهب لى ولياً يرثنى { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْوَارِثِينَ } [ آية : 89 ] يعنى أنت خير من يرث العباد . { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ } دعاءه { وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } يعنى امرأته فحاضت ، وكانت لا تحيض من الكبر { إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ } يعنى أعمال الصالحات ، يعنى زكريا وامرأته { وَيَدْعُونَنَا رَغَباً } فى ثواب الله ، عز وجل ، { وَرَهَباً } من عذاب الله ، عز وجل ، { وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ } [ آية : 90 ] يعنى لله سبحانه متواضعين . { وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا } من الفواحش ، لأنها قذفت ، وهى مريم بنت عمران ، أم عيسى ، صلى الله عليهما ، { فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا } نفخ جبريل ، عليه السلام ، فى جيبها ، فحملت من نفخة جبريل بعيسى ، صلى الله عليهم ، { وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ } عيسى ، صلى الله عليه ، { آيَةً لِّلْعَالَمِينَ } [ آية : 91 ] يعنى عبرة لبنى إسرائيل ، فكانا آية إذ حملت مريم ، عليها السلام ، من غير بشر ، وولدت عيسى من غير أب ، صلى الله عليه .