Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 112-118)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ } عز وجل للكفار : { كَمْ لَبِثْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ } فى الدنيا ، يعنى في القبور { عَدَدَ سِنِينَ } [ آية : 112 ] { قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } استقلوا ذلك يرون أنهم لم يلبثوا فى قبورهم إلا يوماً أو بعض يوم ، ثم قال الكفار لله تعالى أو لغيره : { فَاسْأَلِ ٱلْعَآدِّينَ } [ آية : 113 ] يقول : فسل الحساب ، يعنى ملك الموت وأعوانه . { قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ } فى القبور { إِلاَّ قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } [ آية : 114 ] إذا لعملتم أنكم لم تلبثوا إلا قليلاً ، ولكنكم لا تعلمون كم لبثتم فى القبور يقول الله ، عز وجل : { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً } يعنى لعباً وباطلاً لغير شىء ، أن لا تعذبوا إذا كفرتم { وَ } حسبتم { وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ } [ آية : 115 ] فى الآخرة { فَتَعَالَى ٱللَّهُ } يعنى ارتفع الله ، عز وجل ، { ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ } أن يكون خلق شيئاً عبساً ما خلق شيئاً إلا لشىء يكون ، لقولهم أن معه إلهاً ، ثم وحد الرب نفسه تبارك وتعالى ، فقال : { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ } [ آية : 116 ] . { وَمَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ } يعنى ومن يصف مع الله { إِلَـهَا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ } يعنى لا حجة له بالكفر ، ولا عذر يوم القيامة ، نزلت فى الحارث بن قيس السهمى أحد المستهزئين { فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ } [ آية : 117 ] يقول : جزاء الكافرين ، أنه لا يفلح يعنى لا يسعد فى الآخرة عند ربه ، عز وجل ، { وَقُل رَّبِّ ٱغْفِرْ } الذنوب { وَٱرْحَمْ وَأنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ } [ آية : 118 ] من غيرك يقول : من كان يرحم أحداً ، لإإن الله عز وجل بعباده أرحم ، وهو خير ، يعنى أفضل رحمة من أولئك الذين لا يرحمون .