Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 101-111)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ } يعنى النفخة الثانية { فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ } يعنى لا نسبة بينهم عم ، وابن عم ، وأخ ، وابن أخ ، وغيره ، { يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ } [ آية : 101 ] يقول : ولا يسأل حميم حميماً { فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } بالعمل الصالح ، يعنى المؤمنين { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } [ آية : 102 ] يعنى الفائزين . { وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } يعنى الكفار { فأُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ } يعنى غبنوا { أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ } [ آية : 103 ] لا يموتون { تَلْفَحُ } يعنى تنفخ { وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } [ آية : 104 ] عابسين شفته العليا قالصة لا تغطى أنيابه ، وشفته السفلى تضرب بطنه ، وثناياه خارجة من فيه بين شفتيه أربعون ذراعاً ، بذراع الرجل الطويل من الخلق الأول كل ناب له مثل أحد . يقال لكفار مكة : { أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } يقول : ألم يكن القرآن يقرأ عليكم فى أمر هذا اليوم ، وما هو كائن فيكم ، { فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ } [ آية : 105 ] نظيرها فى الزمر . { قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا } التى كتبت علينا { وَكُنَّا قَوْماً ضَآلِّينَ } [ آية : 106 ] عن الهدى ، ثم قالوا : { رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْهَا } يعنى من النار { فَإِنْ عُدْنَا } إلى الكفر والتكذيب { فَإِنَّا ظَالِمُونَ } [ آية : 107 ] ثم رد مقدار الدنيا منذ خلقت إلى أن تفنى سبع مرات { قَالَ ٱخْسَئُواْ فِيهَا } يقول : اصغروا فى النار { وَلاَ تُكَلِّمُونِ } [ آية : 108 ] فلا يتكلم أهل النار بعدها أبداً غير أن لهم زفيراً أول نهيق الحمار ، وشهيقاً آخر نهيق الحمار ، ثم قال عز وجل : { إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي } المؤمنين { يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا } يعنى صدقنا بالتوحيد { فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ } [ آية : 109 ] . { فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً } وذلك أن رءوس كفار قريش المستهزئين : أبا جهل ، وعتبة ، والوليد ، وأمية ، ونحوهم ، اتخذوا فقراء أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم سخرياً يستهزءون بهم ، ويضحكون من خباب ، وعمار ، وبلال ، وسالم مولى أبى حذيفة ، ونحوهم من فقراء العرب ، فازدروهم ، ثم قال : { حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي } حتى ترككم الاستهزاء بهم عن الإيمان بالقرآن { وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ } يا معشر كفار قريش من الفقراء { تَضْحَكُونَ } [ آية : 110 ] استهزاء بهم نظيرها فى ص ، يقول الله عز وجل : { إِنِّي جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ } فى الآخرة { بِمَا صَبَرُوۤاْ } على الأذى والاستهزاء ، يعنى الفقراء من العرب والموالى { أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ } [ آية : 111 ] يعنى هم الناجون .