Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 15-20)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ } لكفار مكة : { أَذٰلِكَ } الذى ذكر من النار { خَيْرٌ } أفضل { أَمْ جَنَّةُ ٱلْخُلْدِ } يعنى التى لا انقطاع لها { ٱلَّتِي وَعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَآءً } بأعمالهم الحسنة { وَمَصِيراً } [ آية : 15 ] يعنى مرجعاً . { لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ خَالِدِينَ } فيها لا يموتون { كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ وَعْداً } منه فى الدنيا { مَّسْئُولاً } [ آية : 16 ] يسأله فى الآخرة المتقون إنجاز ما وعدهم فى الدنيا ، وهى الجنة ، { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ } يعنى يجمعهم ، يعنى كفار مكة { وَ } يحشر { وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } من الملائكة { فَيَقُولُ } للملائكة : { أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاَءِ } يقول : أنتم أمرتموهم بعبادتكم ؟ { أَمْ هُمْ ضَلُّوا ٱلسَّبِيلَ } [ آية : 17 ] يقول : أو هم أخطأوا طريق الهدى ، فتبرأت الملائكة . فـ { قَالُواْ سُبْحَانَكَ } نزهوه تبارك وتعالى أن يكون معه آلهة { مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَآءَ } يعنى ما لنا أن نتخذ من دونك ولياً أنت ولينا من دونهم ، { وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ } يعنى كفار مكة { وَ } متعت { وَآبَآءَهُمْ } من قبلهم { حَتَّىٰ نَسُواْ ٱلذِّكْرَ } يقول : حتى تركوا إيماناً بالقرآن { وَكَانُواْ قَوْماً بُوراً } [ آية : 18 ] يعنى هلكى . يقول الله تعالى لكفار مكة : { فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ } الملائكة { بِمَا تَقُولُونَ } بأنهم لم يأمروكم بعبادتهم { فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلاَ نَصْراً } يقول : لا تقدر الملائكة صرف العذاب عنكم { وَلاَ نَصْراً } يعنى ولا منعاً يمنعونكم منه { وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ } يعنى يشرك بالله في الدنيا ، فيموت على الشرك { نُذِقْهُ } فى الآخرة { عَذَاباً كَبِيراً } [ آية : 19 ] يعنى شديداً ، وكقوله فى بنى إسرائيل : { وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً } يعنى شديداً . { وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } لقول كفار مكة للنبى صلى الله عليه وسلم : أنه يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق ، { إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي ٱلأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً } ابتلينا بعضاً ببعض ، وذلك حين أسلم أبو ذر الغفارى ، رضى الله عنه ، وعبد الله بن مسعود ، وعمار بن ياسر ، وصهيب ، وبلال ، وخباب بن الأرت ، وجبر مولى عامر بن الحضرمى ، وسالم مولى أبى حذيفة ، والنمر بن قاسط ، وعامر بن فهيرة ، ومهجع بن عبد الله ، ونحوهم من الفقراء ، فقال أبو جهل ، وأمية والوليد ، وعقبة ، وسهيل ، والمستهزءون من قريش : انظروا إلى هؤلاء الذين اتبعوا محمداً صلى الله عليه وسلم من موالينا وأعواننا رذالة كل قبيلة فازدروهم ، فقال الله تبارك وتعالى لهؤلاء الفقراء من العرب والموالى : { أَتَصْبِرُونَ } ؟ على الأذى والاستهزاء { وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً } [ آية : 20 ] أن تصبروا ، فصبروا ولم يجزعوا ، فأنزل الله عز وجل فيهم : { إِنِّي جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوۤاْ } على الأذى والاستهزاء من كفار قريش { أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ } [ المؤمنون : 111 ] يعنى الناجين من العذاب .