Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 21-26)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } يعنى لا يخشون البعث ، نزلت فى عبد الله بن أمية ، والوليد بن المغيرة ، ومكرز بن حفص بن الأحنف ، وعمرو بن عبد الله بن أبى قيس العامرى ، ويغيض بن عامر بن هشام ، { لَوْلاَ } يعنى هلا { أُنْزِلَ عَلَيْنَا ٱلْمَلاَئِكَةُ } فكانوا رسلاً إلينا ، { أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا } فيخبرنا أنك رسول ، يقول الله تعالى : { لَقَدِ ٱسْتَكْبَرُواْ } يقول : تكبروا { فِيۤ أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً } [ آية : 21 ] يقول : علوا فى القوم علواً شديداً حين قالوا : أو نرى ربنا ، فهكذا العلو فى القول . يقول الله تبارك وتعالى : { يَوْمَ يَرَوْنَ ٱلْمَلاَئِكَةَ لاَ بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ } وذلك ان كفار مكة إذا خرجوا من قبورهم ، قالت لهم الحفظة من الملائكة عليهم السلام : حرام محرم عليكم أيها المجرمون ، أن يكون لكم من البشرى شىء ، حين رأيتمونا ، كما بشر المؤمنون فى حم السجدة ، فذلك قوله : { وَيَقُولُونَ } يعنى الحفظة من الملائكة للكفار : { حِجْراً مَّحْجُوراً } [ آية : 22 ] يعنى حراماً محرماً عليكم أيها المجرمون البشارة كما بشر المؤمنون . { وَقَدِمْنَآ } يعنى وجئنا ، ويقال : وعمدنا { إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً } [ آية : 23 ] يعنى كالغبار الذى يسطع من حوافر الدواب { أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً } يعنى أفضل منزلاً فى الجنة ، { وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } [ آية : 24 ] يعنى القائلة ، وذلك أنه يخفف عنهم الحساب ، ثم تقليون من يومهم ذلك فى الجنة مقدار نصف يوم من أيام الدنيا ، فيما يشتهون من التحف والكرامة ، فذلك قوله تعالى : { وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } من مقيل الكفار ، وذلك أنه إذا فرغ من عرض الكفار ، أخرج لهم عنق من النار يحبط بهم ، فذلك قوله فى الكهف : { أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } [ الكهف : 29 ] ، ثم خرج من النار دخان ظل أسود ، فيتفرق عليهم من فوقهم ثلاث فرق ، وهم فى السرادق فينطلقون يستظلون تحتها مما أصابهم من حر السرادق ، فيأخذهم الغثيان والشدة من حره ، وهو أخف العذاب ، فيقبلون فيها لا مقيل راحة ، فذلك مقيل أهل النار ، ثم يدخلون النار أفواجاً أفواجاً . { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلْغَمَامِ } يعنى السموات السبع ، يقول : عن الغمام وهو أبيض كهيئة الضبابة ، لنزول الرب عز وجل ، وملائكته ، فذلك قوله سبحانه { وَنُزِّلَ ٱلْمَلاَئِكَةُ } من السماء إلى الأرض عند انشقاقها { تَنزِيلاً } [ آية : 25 ] لحساب الثقلين كقوله عز وجل فى البقرة : { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ ٱلْغَمَامِ } [ البقرة : 210 ] . { ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ } وحده جل جلاله ، واليوم الكفار ينازعونه فى أمره ، { وَكَانَ يَوْماً عَلَى ٱلْكَافِرِينَ عَسِيراً } [ آية : 26 ] يقول : عسر عليهم يومئذ مواطن يوم لشدته القيامة ومشقته ، ويهون على المؤمن كأذنى صلاته .