Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 176-189)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كَذَّبَ أَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ } يعنى غيطة الشجر ، كان أكثر الشجرة الدوم ، وهو المقل { ٱلْمُرْسَلِينَ } [ آية : 176 ] يعنى كذبوا شعيباً ، عليه السلام ، وحده ، وشعيب بن نويب ابن مدين بن إبراهيم ، خليل الرحمن . { إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ } ولم يكن شعيب من نسبهم ، فلذلك لم يقل عز وجل أخوهم شعيب ، وقد كان أرسل إلى أمة غيرهم أيضاً إلى ولد مدين ، وشعيب من نسائهم ، فمن ثم قال فى هذه السورة : { إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ } ولم يقل أخوهم ، لأنه ليس من نسلهم { أَلاَ تَتَّقُونَ } [ آية : 177 ] يقول : ألا تخشون الله عز وجل ؟ { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } [ آية : 178 ] { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } [ آية : 179 ] فيما آمركم به من النصيحة { وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ } يعنى على الإيمان { مِنْ أَجْرٍ } يعنى من جعل { إِنْ أَجْرِيَ } يعنى ما جزائى { إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [ آية : 180 ] . { أَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ } ولا تنقصوه { وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُخْسِرِينَ } [ آية : 181 ] يعنى من المنقصين للكيل { وَزِنُواْ بِٱلْقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ } [ آية : 182 ] يعنى بالميزان المستقيم ، والميزان بلغة الروم القسطاس ، { وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ } يقول : ولا تنقصوا الناس حقوقهم فى الكيل والميزان ، { وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ } يعنى ولا تسعوا فى الأرض { مُفْسِدِينَ } [ آية : 183 ] بالمعاصى . { وَٱتَّقُواْ } يقول : واخشوا أن يعذبكم فى الدنيا { ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ وَ } خلق { وَٱلْجِبِلَّةَ } يعنى الخليقة { ٱلأَوَّلِينَ } [ آية : 184 ] يعنى الأمم الخالية الذين عذبوا فى الدنيا قوم نوح وصالح ، وقوم لوط . { قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ ٱلْمُسَحَّرِينَ } [ آية : 185 ] يعنى أنت بشر مثلنا لست بملك ، ولا رسول ، فذلك قوله سبحانه : { وَمَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا } لا تفضلنا فى شىء فنتبعك ، { وَإِن نَّظُنُّكَ } يقول : وقد نحسبك يا شعيب ، { لَمِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } [ آية : 186 ] يعنى حين تزعم أنك نبى رسول . { فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً } يعنى جانباً { مِّنَ ٱلسَّمَآءِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } [ آية : 187 ] بأن العذاب نازل بنا لقوله فى هود : { وَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ } [ هود : 84 ] . { قَالَ } شعيب : { رَبِّيۤ أَعْلَمُ } من غيره { بِمَا تَعْمَلُونَ } [ آية : 188 ] من نقصان الكيل والميزان ، { فَكَذَّبُوهُ } بالعذاب ، { فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ } وذلك أن الله عز وجل كان حبس عنهم الريح والظل ، فأصابهم حر شديد ، فخرجوا من منازلهم ، فرفع الله عز وجل سحابة فيها عذاب بعد ما أصابهم الحر سبعة أيام ، فانقلبوا ليستظلوا تحتها ، فأهلكهم الله عز وجل حراً وغماً تحت السحابة ، فذلك قوله عز وجل : { إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } [ آية : 189 ] لشدته .