Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 190-207)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً } إن فى هلاكهم بالحر والغم لعبرة لمن بعدهم ، يحذر كفار مكة أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم قال عز وجل : { وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } [ آية : 190 ] يعنى لو كان أكثرهم مؤمنين ما عذبوا فى الدنيا { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } فى نقمته من أعدائه { ٱلرَّحِيمُ } [ آية : 191 ] بالمؤمنين . { وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [ آية : 192 ] وذلك أنه لما قال كفار مكة : إن محمداً صلى الله عليه وسلم يتعلم القرآن من أبى فكيهة ، ويجىء به الرى ، وهو شيطان ، فيلقيه على لسان محمد صلى الله عليه وسلم ، فأكذبهم الله تعالى ، فقال عز وجل : { وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } يعنى القرآن { نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ } [ آية : 193 ] يعنى جبريل ، عليه السلام ، أمين فيما استودعه الله عز وجل من الرسالة إلى الأنبياء ، عليهم السلام ، نزله { عَلَىٰ قَلْبِكَ } ليثبت به قلبك يا محمد ، { لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُنْذِرِينَ } [ آية : 194 ] . أنزله { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } [ آية : 195 ] ليفقهوا ما فيه لقوله ، إنما يعلمه أبو فكيهة ، وكان أبو فكيهة أعجمياً ، ثم قال سبحانه : { وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ ٱلأَوَّلِينَ } [ آية : 196 ] يقول : أمر محمد صلى الله عليه وسلم ونعته فى كتب الأولين . ثم قال : { أَوَ لَمْ يَكُن } محمد صلى الله عليه وسلم { لَّهُمْ آيَةً } يعنى لكفار مكة { أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } [ آية : 197 ] يعنى ابن سلام وأصحابه ، { وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ } يعنى القرآن { عَلَىٰ بَعْضِ ٱلأَعْجَمِينَ } [ آية : 198 ] يعنى أبا فكيهة ، يقول : لو أنزلناه على رجل ليس بعربى اللسان { فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم } على كفار مكة ، لقالوا : ما نفقه قوله ، و { مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ } [ آية : 199 ] يعنى بالقرآن مصدقين بأنه من الله عز وجل ، { كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ } يعنى هكذا جعلنا الكفر بالقرآن { فِي قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ } [ آية : 200 ] . { لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } يعنى بالقرآن { حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } [ آية : 201 ] يعنى الوجيع ، { فَيَأْتِيَهُم } العذاب { بَغْتَةً } يعنى فجأة ، { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } [ آية : 202 ] فيتمنون الرجعة والنظرة ، فذلك قوله سبحانه : { فَيَقُولُواْ } يعنى كفار مكة { هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ } [ آية : 203 ] فنعتب ونراجع ، فلما أوعدهم النبى صلى الله عليه وسلم العذاب ، قالوا : فمتى هذا العذاب ؟ تكذيباً به . يقول الله عز وجل : { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } [ آية : 204 ] { أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ } [ آية : 205 ] فى الدنيا { ثُمَّ جَآءَهُم } بعد ذلك العذاب { مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ } [ آية : 206 ] { مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ } من العذاب { مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ } [ آية : 207 ] فى الدنيا .