Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 27-46)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ } فرعون لهم : { إِنَّ رَسُولَكُمُ } يعنى موسى { ٱلَّذِيۤ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ } [ آية : 27 ] { قَالَ } موسى : هو { رَبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ } يعنى مشرق ومغرب يوم ، يستوى الليل والنهار فى السنة يومين ، ويسمى البرج الميزان ، ثم قال : { وَمَا بَيْنَهُمَآ } يعنى ما بين المشرق والمغرب من جبل أو بناء ، او شجر ، أو شىء ، { إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ } [ آية : 28 ] توحيد الله عز وجل . { قَالَ } فرعون : { لَئِنِ ٱتَّخَذْتَ إِلَـٰهَاً غَيْرِي } يعنى رباً { لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ ٱلْمَسْجُونِينَ } [ آية : 29 ] يعنى من المحبوسين . { قَالَ } موسى : { أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيءٍ مُّبِينٍ } [ آية : 30 ] يعنى بأمر بين ، يعنى اليد والعصا ، يستبين لك أمرى فتصدقنى . { قَالَ } فرعون : { فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } [ آية : 31 ] بأنك رسول رب العالمين إلينا . { فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ } وفى يد موسى ، عليه السلام ، عصاه ، وكانت من الآس ، قال ابن عباس : إن جبريل دفع العصا إلى موسى ، عليهما السلام ، بالليل حين توجه إلى مدين وكان آدم ، عليه السلام ، أخرج بالعصا من الجنة ، فلما مات آدم قبضها جبريل ، عليه السلام ، فقال موسى لفرعون : ما هذه بيدى ؟ قال فرعون : هذه عصا ، فألقاها موسى من يده { فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } [ آية : 32 ] يعنى حية ذكر أصفر أشعر العنق عظيم ملأ الدار عظيماً ، قائم على ذنبه يتملظ على فرعون وقومه يتوعدهم ، قال فرعون : خذها يا موسى ، مخافة أن تبتلعه ، فأخذ بذنبهان فصارت عصاً مثل ما كانت ، قال فرعون : هل من آية أخرى غيرها ؟ قال موسى : نعم ، فأبرز يده ، قال لفرعون : ما هذه ؟ قال فرعون : هذه يدك ، فأدخلها فى جيبه وهى مدرعة مصرية من صوف . { وَنَزَعَ يَدَهُ } يعنى أخرج يده من المدرعة { فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ } [ آية : 33 ] لها شعاع مثل شعاع الشمس من شدة بياضها يغشى البصر . { قَالَ } فرعون { لِلْمَلإِ } يعنى الأشراف { حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا } يعنى موسى { لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ } [ آية : 34 ] بالسحر . { يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ } يعنى مصر { بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ } [ آية : 35 ] يقول : فماذا تشيرون علىّ ، فرد عليه الملأ من قومه ، يعنى الأشراف . { قَالُوۤاْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ } يقول : احبسهما جميعاً ، ولا تقتلهما ، حتى ننظر ما أمرهما ، { وَٱبْعَثْ فِي ٱلْمَدَآئِنِ } يعنى فى القرى { حَاشِرِينَ } [ آية : 36 ] يحشرون عليك السحرة . فذلك قوله سبحانه : { يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ } [ آية : 37 ] يعنى عالم بالسحر . { فَجُمِعَ ٱلسَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } [ آية : 38 ] يعنى موقت ، وهو يوم عيدهم ، وهو يوم الزينة ، وهم اثنتان وسبعون ساحراً من أهل فارس ، وبقيتهم من بنى إسرائيل . { وَقِيلَ لِلنَّاسِ } يعنى لأهل مصر { هَلْ أَنتُمْ مُّجْتَمِعُونَ } [ آية : 39 ] إلى السحرة { لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ ٱلسَّحَرَةَ } على أمرهم { إِن كَانُواْ هُمُ ٱلْغَالِبِينَ } [ آية : 40 ] لموسى وأخيه ، واجتمعوا ، فقال موسى للساحر الأكبر : تؤمن بى إن غلبتك ؟ قال الساحر : لآتين بسحر لا يغلبه سحر ، فإن غلبتنى لأومنن بك ، وفرعون ينظر إليهما ، ولا يفهم ما يقولان . { فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالُواْ لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنَا لأَجْراً } يعنى جعلاً { إِن كُنَّا نَحْنُ ٱلْغَالِبِينَ } [ آية : 41 ] لموسى وأخيه . { قَالَ } فرعون : { نَعَمْ } لكم الجعل { وَإِنَّكُمْ إِذاً لَّمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } [ آية : 42 ] عندى فى المنزلة سوى الجعل . { قَالَ لَهُمْ مُّوسَىٰ أَلْقُواْ } ما فى أيديكم من الحبال والعصى { مَآ أَنتُمْ مُّلْقُونَ } [ آية : 43 ] { فَأَلْقَوْاْ حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُواْ بِعِزَّةِ فِرْعَونَ } يعنى بعظمة فرعون ، كقولهم لشعيب : { وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ } [ هود : 91 ] ، يعنى بعظيم . { إِنَّا لَنَحْنُ ٱلْغَالِبُونَ } [ آية : 44 ] فإذا هى حيات فى أعين الناس ، وفىعين موسى وهارون تسعى إلى موسى وأخيه ، وإنما هى حبال وعصى لا تحرك ، فخاف موسى ، فقال جبريل لموسى ، عليه السلام : ألق عصاكن فإذا هى حية عظيمة سدت الأفق برأسها ، وعلقت ذنبها فى قبة لفرعون طول القبة سبعون ذراعاً فى السماء ، وذلك فى المحرم يوم السبت لثمانى ليال خلون من المحرم ، ثم إن حية موسى فتحت فاها ، فجعلت تلقم تلك الحيات ، فلم يبق منها شىء . فذلك قوله عز وجل : { فَأَلْقَىٰ مُوسَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ } [ آية : 45 ] يعنى فإذا هى تلقم ما يكذبون من سحرهم ، ثم أخذ موسى ، عليه السلام ، بذبها فإذا هى عصا كما كانت ، فقال السحرة بعضهم لبعض : لو كان هذا سحر لبقيت الحبال والعصى . فذلك قوله عز وجل : { فَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَاجِدِينَ } [ آية : 46 ] الله عز وجل .