Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 76-82)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ ٱلَّذِي هُمْ فِيهِ } يعني في القرآن { يَخْتَلِفُونَ } [ آية : 76 ] يقول : هذا القرآن مبين لأهل الكتاب اختلافهم ، { وَإِنَّهُ لَهُدًى } من الضلالة { وَرَحْمَةٌ } من العذاب لمن آمن به ، فذلك قوله عز وجل : { لِّلْمُؤمِنِينَ } [ آية : 77 ] بالقرآن أنه من ربك ، { إِن رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم } يعني بين بني إسرائيل { بِحُكْمِهِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْعَلِيمُ } [ آية : 78 ] . { فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ } يعني فثق بالله عز وجل ، وذلك حين دعى إلى ملة آبائه فأمره أن يثق بالله عز وجل ولا يهوله قول أهل مكة ، { إِنَّكَ عَلَى ٱلْحَقِّ ٱلْمُبِينِ } [ آية : 79 ] يعني على الدين البين وهو الإسلام ، ثم ضرب لكفار مكة مثلاً ، فقال سبحانه : { إِنَّكَ } يا محمد { لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ } في النداء ، فشبه كفار مكة بالأموات كما لا يسمع الميت النداء ، كذلك لا تسمع الكفار النداء ، ولا تفقهه ، { وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ } [ آية : 80 ] يقول : إن الأصم إذا ولى مدبراً ، ثم ناديته لم يسمع الدعاء ، وكذلك الكافر لا يسمع الإيمان إذا دعي إليه . ثم قال عز وجل للنبى صلى الله عليه وسلم : { وَمَآ أَنتَ بِهَادِي ٱلْعُمْيِ } إلى الإيمان { عَن ضَلالَتِهِمْ } يعني عن كفرهم { إِن تُسْمِعُ } يقول : ما تسمع الإيمان { إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا } إلا من يصدق بالقرآن أنه من الله عز وجل ، { فَهُم مُّسْلِمُونَ } [ آية : 81 ] يقول : فهم مخلصون بتوحيد الله عز وجل . { وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم } يقول : إذا نزل العذاب بهم { أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ } تخرج من الصفا الذي بمكة { تُكَلِّمُهُمْ } بالعربية تقول : { أَنَّ ٱلنَّاسَ } يعني كفار مكة { كَانُوا بِآيَاتِنَا } يعني بخروج الدابة { لاَ يُوقِنُونَ } [ آية : 82 ] هذا قول الدابة للناس : إن الناس بخروجي لا يوقنون ، لأن خروجها آية من آيات الله عز وجل ، فإذا رآها الناس كلهم عادت إلى مكانها من حيث خرجت لها أربع قوائم ، وزغب ، وريش ، ولها جناحان ، واسمها أفضى ، فإذا خرجت بلغ رأسها السحاب .