Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 65-75)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَاواتِ } يعني الملائكة { وٱلأَرْضِ } الناس { ٱلْغَيْبَ } يعني البعث ، يعني غيب الساعة { إِلاَّ ٱللَّهُ } وحده ، عز وجل ، ثم قال عز وجل : { وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } [ آية : 65 ] يقول لكفار مكة : وما يشعرون متى يبعثون بعد الموت لأنهم يكفرون بالبعث . { بَلِ ٱدَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ } يقول : علموا في الآخرة حين عاينوها ما شكوا فيه ، وعموا عنه في الدنيا ، { بَلْ هُمْ } اليوم { فِي شَكٍّ مِّنْهَا } يعني من الساعة { بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ } [ آية : 66 ] في الدنيا . { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَآؤُنَآ أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ } [ آية : 67 ] من القبور أحياء نزلت في أبي طلحة ، وشيبة ، ومشافع ، وشرحبيل ، والحارث وأبوه ، وأرطأة بن شرحبيل ، { لَقَدْ وُعِدْنَا هَـٰذَا } الذي يقول محمد صلى الله عليه وسلم يعنون البعث { نَحْنُ وَآبَآؤُنَا مِن قَبْلُ } يعنون من قبلنا { إِنْ هَـٰذَآ } الذي يقول محمد صلى الله عليه وسلم : { إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } [ آية : 68 ] يعني أحاديث الأولين وكذبهم . { قُلْ } لكفار مكة : { سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَاْنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ } [ آية : 69 ] يعني كفار الأمم الخالية كيف كان عاقبتهم في الدنيا الهلاك ، يخوف كفار مكة مثل عذاب الأمم الخالية ، لئلا يكذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم وقد رأوا هلاك قوم لوط ، وعاد ، وثمود . ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم : { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } يعني على كفار مكة إن تولوا عنك ، ولم يجيبوك : { وَلاَ تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } [ آية : 70 ] يقول : لا يضيق صدرك بما يقولن هذا دأبنا ودأبك أيام الموسم ، وهم الخراصون وهم المستهزءون . { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ } يعنون العذاب ، { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ آية : 71 ] يعني النبي صلى الله عليه وسلم وحده بأن العذاب نازل بنا ، { قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم } يعني قريب لكم { بَعْضُ ٱلَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ } [ آية : 72 ] فكان بعض العذاب القتل ببدر ، وسائر العذاب لهم فيما بعد الموت . ثم قال : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ } يعني على كفار مكة حين لا يعجل عليهم العذاب حين أرادوه { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ } يعني أكثر أهل مكة { لاَ يَشْكُرُونَ } [ آية : 73 ] الرب عز وجل في تأخير العذاب عنهم : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ } يعني ما تسر قلوبهم ، { وَمَا يُعْلِنُونَ } [ آية : 74 ] بألسنتهم . { وَمَا مِنْ غَآئِبَةٍ } يعني علم غيب ما يكون من العذاب { فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } وذلك حين استعجلوه بالعذاب { إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } [ آية : 75 ] يقول : إلا هو بين في اللوح المحفوظ .