Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 29-32)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلأَجَلَ } السنين العشر ، { وَسَارَ بِأَهْلِهِ } ليلة الجمعة { آنَسَ } يعني رأى { مِن جَانِبِ } يعني من ناحية { ٱلطُّورِ } يعني الجبل { نَاراً } وهو النور بأرض المقدسة ، فـ { قَالَ لأَهْلِهِ ٱمْكُثُوۤاْ } مكانكم { إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً } يقول : إن رأيت ناراً { لَّعَلِّيۤ آتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ } أين الطريق وكان قد تحير ليلاً ، فإن لم أجد من يخبرني ، { أَوْ جَذْوَةٍ } يعني آتيكم بشعلة ، وهو عود قد احترق بعضه { مِّنَ ٱلنَّارِ لَعَلَّكُمْ } يعني لكى { تَصْطَلُونَ } [ آية : 29 ] من البرد ، فترك موسى ، عليه السلام ، امرأته وولده في البرية بين مصر ومدين ، ثم استقام فذهب بالرسالة ، فأقمت امرأته مكانها ثلاثين سنة في البرية مع ولدها وغنمها ، فمر بها راع فعرفها ، وهي حزينة تبكى ، فانطلق بها إلى أبيها . { فَلَمَّآ أَتَاهَا } أتى النار { نُودِيَ } ليلا { مِن شَاطِىءِ } يعني من جانب ، يعني من الناحية { ٱلْوَادِ ٱلأَيْمَنِ } يعني يمين الجبل { فِي ٱلْبُقْعَةِ ٱلْمُبَارَكَةِ } والمباركة ، لأن الله عز وجل كلم موسى ، عليه السلام ، في تلك البقعة نودي { مِنَ ٱلشَّجَرَةِ } وهي عوسجة ، وكان حول العوسجة شجر الزيتون ، فنودي { أَن يٰمُوسَىٰ } في التقديم { إِنِّيۤ أَنَا ٱللَّهُ } الذي ناديتك { رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } [ آية : 30 ] هذا كلامه عز وجل لموسى ، عليه السلام . { وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ } وهي ورق الآس أس الجنة من يدك { فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ } تحرك { كَأَنَّهَا جَآنٌّ } يقول : كأنها حية لم تزل . قال الهذيل ، عن غير مقاتل : { كَأَنَّهَا جَآنٌّ } يعني شيطان { وَلَّىٰ مُدْبِراً } من الرهب من الحية ، يعني من الخوف ، فيها تقديم { وَلَمْ يُعَقِّبْ } يعني ولم يرجع ، قال سبحانه : { يٰمُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ } من الحية { إِنَّكَ مِنَ ٱلآمِنِينَ } [ آية : 31 ] من الحية . { ٱسْلُكْ } يعني ادخل { يَدَكَ } اليمنى { فِي جَيْبِكَ } فجعلها في جيبه من قبل الصدر ، وهي مدرعة من صوف مضربة { تَخْرُجْ } يدك من الجيب { بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ } يعني من غير برص لها شعاع كشعاع الشمس ، يغشى البصر { وَٱضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ } يعني عضدك من يدك { مِنَ ٱلرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ } يعني آيتين من ربك يعني اليد والعصا { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإَِيْهِ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } [ آية : 32 ] ، يعني عاصين .