Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 60-70)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ } يقول : وما أعطيتم من خير ، يعني به كفار مكة { فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتُهَا } يقول : تمتعون في أيام حياتكم ، فمتاع الحياة الدنيا وزينتها إلى فناء { وَمَا عِندَ ٱللَّهِ } من الثواب { خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } يعني أفضل وأدوم لأهله مما أعطيتم في الدنيا { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } [ آية : 60 ] أن الباقي خير من الفاني الذاهب . { أَفَمَن وَعَدْنَاهُ } يعني أفمن وعده الله عز وجل ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا { وَعْداً حَسَناً } يعني الجنة { فَهُوَ لاَقِيهِ } فهو معاينه يقول : مصيبة { كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } بالمال { ثُمَّ هُوَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ } [ آية : 61 ] النار ، يعني أبا جهل بن هشام ، لعنه الله ، ليسا بسواء ، نظيرها في الأنعام . { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ } يعني كفار مكة { فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } [ آية : 62 ] في الدنيا أن معي شريكاً { قَالَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ } يعني وجب عليهم كلمة العذاب وهم الشياطين ، حق عليهم القول يوم قال الله تعالى وذكره ، لإبليس : { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ } [ الأعراف : 18 ] ، فقالت الشياطين في الآخرة : { رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَغْوَيْنَآ أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا } يعنون كفار بني آدم ، يعني هؤلاء الذين أضللناهم كما ضللنا { تَبَرَّأْنَآ إِلَيْكَ } منهم يا رب { مَا كَانُوۤاْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ } [ آية : 63 ] فتبرأت الشياطين ممن كان يعبدها . { وَقِيلَ } لكفار بني آدم { ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ } يقول سلوا الآلهة : أهم الآلهة ؟ { فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ } يقول : سألوهم فلم تجبهم الآلهة ، نظيرها في الكهف . يقول الله تعالى : { وَرَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُواْ يَهْتَدُونَ } [ آية : 64 ] من الضلالة يقول : لوأنهم كانوا مهتدين في الدنيا ما رأوا العذاب في الآخرة . { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ } يقول : ويوم يسألهم ، يعني كفار مكة يسألهم الله عز وجل : { فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبْتُمُ ٱلْمُرْسَلِينَ } [ آية : 65 ] في التوحيد { فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَنبَـآءُ } يعني الحجج { يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لاَ يَتَسَآءَلُونَ } [ آية : 66 ] يعني لا يسأل بعضهم بعضاً عن الحجج ، لأن الله تعالى ادحض حجتهم ، وأكل ألسنتهم ، فذلك قوله تعالى : { فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَنبَـآءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لاَ يَتَسَآءَلُونَ } { فَأَمَّا مَن تَابَ } من الشرك { وَآمَنَ } يعني وصدق بتوحيد الله عز وجل : { وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَىٰ } والعسى من الله عز وجل واجب { أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ } [ آية : 67 ] . { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ } وذلك أن الوليد قال في " حم " الزخرف : { لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [ الزخرف : 31 ] يعني نفسه ، وأبا مسعود الثقفي ، فذلك قوله سبحانه : { وَيَخْتَار } أي للرسالة والنبوة من يشاء ، فشاء جل جلاله ، لأن يجعلها في النبي صلى الله عليه وسلم ، وليست النبوة والرسالة بأيديهم ، ولكنها بيد الله عز وجل ، ثم قال سبحانه : { مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ } من أمرهم ، ثم نزه نفسه تبارك وتعالى عن قول الوليد حين قال : { أَجَعَلَ } محمد صلى الله عليه وسلم { ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وَاحِداً إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ } [ ص : 5 ] ، فكفر بتوحيد الله عز وجل ، فأنزل الله سبحانه ينزه نفسه عز وجل عن شركهم ، فقال : { سُبْحَانَ ٱللَّهِ وَتَعَالَىٰ } يعني وارتفع { عَمَّا يُشْرِكُونَ } [ آية : 68 ] به غيره عز وجل . ثم قال عز وجل : { وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ } يعني ما تسر قلوبهم { وَمَا يُعْلِنُونَ } [ آية : 69 ] بألسنتهم ، نظيرها في النمل ، ثم وحد الرب نفسه تبارك وتعالى حين لم يوحده كفار مكة ، الوليد وأصحابه . فقال سبحانه : { وَهُوَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلأُولَىٰ وَٱلآخِرَةِ } يعني يحمده أولياؤه في الدنيا ويحمدونه في الآخرة ، يعني أهل الجنة { وَلَهُ ٱلْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [ آية : 70 ] بعد الموت في الآخرة فيجزيكم بأعمالكم .