Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 76-79)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ } يعني من بني إسرائيل ، وكان ابن عمه ، قارون بن أصهر بن قوهث بن لاوي بن يعقوب ، وموسى بن عمران بن قوهث { فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ } يقول : بغى قارون على بني إسرائيل من أجل كنزه ما له { وَآتَيْنَاهُ } يعني وأعطيناه { مِنَ ٱلْكُنُوزِ } يعني من الأموال { مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ } يعني خزائنه { لَتَنُوءُ بِٱلْعُصْبَةِ أُوْلِي ٱلْقُوَّةِ } والعصبة من عشرة أنفار إلى أربعين ، فإذا كانوا أربعين فهم أولو قوة يقول : لتعجز العصبة أولي القوة عن حمل الخزائن { إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ } بنو إسرائيل : { لاَ تَفْرَحْ } يقول : لا تمرح ولا تبطر ولا تفخر بما أوتيت من الأموال ، { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ } [ آية : 76 ] يعني المرحين البطرين . { وَ } قالوا له : { وَٱبْتَغِ فِيمَآ آتَاكَ ٱللَّهُ } يعني فيما أعطاك الله عز وجل من الأموال والخير ، { ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ } يعني دار الجنة { وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ } يعني ولا تترك حظك { مِنَ ٱلدُّنْيَا } أن تعمل فيها لآخرتك ، { وَأَحْسِن } العطية في الصدقة والخير فيما يرضى الله عز وجل : { كَمَآ أَحْسَنَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ } بإحسان الله إليك { ٱلْفَسَادَ فِي ٱلأَرْضِ } يقول : لا تعمل فيها بالمعاصي ، { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ } [ آية : 77 ] . فرد قارون على قومه حين أمروه أن يطيع الله عز وجل في ماله ، وفيما أمره أن يطيع الله عز وجل في ماله ، وفيما أمره ، فـ { قَالَ } لهم : { إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ } يعني إنما أعطيته ، يعني المال { عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ } يقول : على خير علمه الله عز وجل عندي ، يقول الله عز وجل : { أَوَلَمْ يَعْلَمْ } قارون { أَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ } بالعذاب { مِن قَبْلِهِ مِنَ ٱلْقُرُونِ } حين كذبوا رسلهم { مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ } من قارون { قُوَّةً } وبطشاً { وَأَكْثَرُ جَمْعاً } من الأموال ، منهم نمروذ الجبار وغيره ، ثم قال عز وجل : { وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ } [ آية : 78 ] يقول : ولا يسأل مجرمو هذه الأمة عن ذنوب الأمم الخالية الذين عذبوا في الدنيا ، فإن الله عز وجل قد أحصى أعمالهم الخبيثة وعلمها . { فَخَرَجَ } قارون { عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ } قومه بني إسرائيل ، الزينة ، يعني الشارة الحسنة خرج على بغلة شهباء عليها سرج من ذهب عليه الأرجوان ، ومعه آلاف فارس على الخيل عليهم وعلى دوابهم الأرجوان ، ومعه ثلاث مائة جارية بيض عليهن الحلي والثياب الحمر على البغال الشهب ، فلما نظر المؤمنون إلى تلك الزينة والجمال ، { قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } وهم أهل التوحيد { يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ } يعني مثل ما أعطي { قَارُونُ } من الأموال ، { إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } [ آية : 79 ] يقول : إنه لذو نصيب وافر في الدنيا .