Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 80-83)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } بما وعد الله في الآخرة للذين تمنوا مثل مما أعطي قارون { وَيْلَكُمْ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ } يعني لمن صدق بتوحيد الله عز وجل ، { وَعَمِلَ صَالِحاً } خير مما أوتي قارون في الدنيا ، { وَلاَ يُلَقَّاهَآ } يعني الأعمال الصالحة ، يعني ولا يؤتاها { إِلاَّ ٱلصَّابِرُونَ } [ آية : 80 ] . { فَخَسَفْنَا بِهِ } يعني بقارون ، وذلك أن الله عز وجل أمر الأرض أن تطيع موسى ، عليه السلام ، فأمر موسى الأرض أن تأخذ قارون ، فأخذته إلى قدميه ، فدعا قارون موسى وذكره الرحم ، فأمرها موسى ، عليه السلام ، أن تبتلعه ، فهو يتجلجل في الأرض كل يوم قامة رجل إلى يوم القيامة ، فقالت بنو إسرائيل : إن موسى إنما أهلك قارون حتى يأخذ ماله وداره ، فخسف الله عز وجل بعد قارون بثلاثة أيام ، بداره وماله الصامت ، فانقطع الكلام ، فذلك قوله عز وجل : { فَخَسَفْنَا بِهِ } يعني بقارون { وَبِدَارِهِ ٱلأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ } يقول الله عز وجل : لم يكن لقارون جند يمنعونه من الله عز وجل : { وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُنتَصِرِينَ } [ آية : 81 ] يقول : وما كان قارون من الممتنعين مما نزل به من الخسف . { وَأَصْبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بِٱلأَمْسِ } بعد ما خسف به { يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ ٱللَّهَ } يعني لكن الله { يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ } يعني يوسف الرزق على من يشاء ، ويقتر على من يشاء ، وقالوا : { لَوْلاۤ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا } يعني لولا أن الله عز وجل أنعم علينا بالإيمان { لَخَسَفَ بِنَا } ، ثم قال : { وَيْكَأَنَّهُ } يعني ولكنه { لاَ يُفْلِحُ } لا يسعد { ٱلْكَافِرُونَ } [ آية : 82 ] . { تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ } يعني الجنة { نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً } يعني تعظماً { فِي ٱلأَرْضِ } عن الإيمان بالتوحيد ، { وَلاَ فَسَاداً } يقول : ولا يريدون فيها عملاً بالمعاصي ، { وَٱلْعَاقِبَةُ } في الآخرة { لِلْمُتَّقِينَ } [ آية : 83 ] من الشرك في الدنيا .