Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 16-22)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } ، يعنى وحدوا الله ، { وَٱتَّقُوهُ } ، يعنى واخشوه ، { ذٰلِكُمْ } ، يعنى عبادة الله ، { خَيْرٌ لَّكُمْ } من عبادة الأوثان ، { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } [ آية : 16 ] ، ولكنكم لا تعلمون . { إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَاناً } ، يعنى أصناماً ، { وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً } ، يعنى تعملونها بأيديكم ، ثم تزعمون أنها آلهة كذباً وأنتم تنحتونها ، فذلك قوله عز وجل : { وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } [ الصافات : 96 ] بأيديكم من الأصنام ، فقال سبحانه : { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } من الآلهة ، { لاَ يَمْلِكُونَ } ن يقول : لا يقدرون { لَكُمْ رِزْقاً } ، على رزق ، { فَٱبْتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزْقَ وَٱعْبُدُوهُ } ، يعنى وحدوه ، { وَٱشْكُرُواْ لَهُ } ، واشكروا الله فى النعم ، فإن مصيركم إليه ، فذلك قوله تعالى : { إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [ آية : 17 ] ، أحياء بعد الموت . { وَإِن تُكَذِّبُواْ } ، يعنى كفار مكة يكذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم بالعذاب وبالبعث ، { فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ } ، يعنى من قبل كفار مكة كذبوا رسلهم بالعذاب ، { وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } [ آية : 18 ] ، يقول : وما على النبى صلى الله عليه وسلم إلا ان يبين لكم أمر العذاب . { أَوَلَمْ يَرَوْاْ كَيْفَ يُبْدِيءُ ٱللَّهُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } ، كما خلقهم ، يقول : أولم يعلم كفار مكة كيف بدأ الله عز وجل خلق الإنسان من نطفة ، ثم من علقة ، ثم من مضغة ثم عظاماً ، ثم لحماً ، ولم يكونوا شيئاً ، ثم هلكوا ، ثم يعيدهم فى الآخرة { إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } [ آية : 19 ] ، يقول : إعادتهم فى الآخرة على الله عز وجل هين . ثم قال للنبى صلى الله عليه وسلم : { قُلْ } لهم : { سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } ؛ ليعتبروا فى أمر البعث { فَٱنظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ ٱلْخَلْقَ } ، يعنى خلق السموات والأرض وما فيها من الخلق ؛ لأننهم يعلمون أن الله عز وجل خلق الأشياء كلها ، { ثُمَّ } إن { ٱللَّهُ يُنشِىءُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلآخِرَةَ } ، يعنى بعيد الخلق الأول ، يقول : هكذا يخلق الخلق الآخر ، يعنى البعث بعد الموت كما بدأ الخلق الأول ، إنما ذكر النشأة الآخرة ؛ لأنها بعد الخلق الأول ، { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من البعث وغيره ، { قَدِيرٌ } [ آية : 20 ] . { يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَآءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ } [ آية : 21 ] ، يعنى وإليه ترجعون بعد الموت يوم القيامة فيجزيكم بأعمالكم ، { وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ } ، يعنى كفار مكة بمعجزين ، يعنى بسابقين الله عز وجل فتفوتوه ، { فِي ٱلأَرْضِ } كنتم ، { وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ } ، كنتم أينما كنتم حتى يجزيكم بأعمالكم السيئة ، { وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ } ، يعنى من قريب لينفعكم ، { وَلاَ نَصِيرٍ } [ آية : 22 ] ، يعنى ولا مانع يمنعكم من الله عز وجل .