Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 1-6)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الۤـمۤ } [ آية : 1 ] { أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ } نزلت فى مهجع بن عبد الله مولى عمر بن الخطاب ، رضى الله عنه ، كان أول قتيل من المسلمين يوم بدر ، وهو أول من يدعى إلى الجنة من شهداء أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فجزع عليه أبواه . وكان الله تبارك وتعالى بين للمسلمين أنه لا بد لهم من البلاء والمشقة فى ذات الله عز وجل ، وقال النبى صلى الله عليه وسلم يومئذ : " سيد الشهداء مهجع " ، وكان رماه عامر بن الحضرمى بسهم فقتله ، فأنزل الله عز وجل فى أبويه عبد الله وامرأته : { الۤـمۤ } [ آية : 1 ] { أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ أَن يَقُولُوۤاْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ } [ آية : 2 ] يقول : أحسبوا أن يتركوا عن التصديق بتوحيد الله عز وجل ، ولا يبتلون فى إيمانهم . { وَلَقَدْ فَتَنَّا } يقول : ولقد ابتلينا { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } يعنى من قبل هذه الأمة من المؤمنين ، { فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ } يقول : فليرين الله الذين { صَدَقُواْ } فى إيمانهم من هذه الأمة عند البلاء ، فيصبروا لقضاء الله عز وجل ، { وَلَيَعْلَمَنَّ } يقول : وليرين { ٱلْكَاذِبِينَ } [ آية : 3 ] فى إيمانهم فيشكوا عند البلاء . ثم وعظ كفار العرب ، فقال سبحانه : { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ } يعنى الشرك نزلت فى بنى عبد شمس { أَن يَسْبِقُونَا } يعنى أن يفوتونا بأعمالهم السيئة حتى يجزيهم بها فى الدنيا ، فقتلهم الله عز وجل ببدر منهم شيبة وعتبة ابنا ربيعة ، والوليد بن عتبة بن ربيعة ، وحنظلة بن أبى سفيان بن حرب ، وعبيدة بن سعد بن العاص بن أمية ، وعقبة بن أبى معيط ، والعاص بن وائل ، ثم قال عز وجل : { سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } [ آية : 4 ] يعنى ما يقضون ، يعنى بنى عبد شمس بن عبد مناف . ثم قال تعالى : { مَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ } يقول : من خشى البعث فى الآخرة ، فليعمل لذلك اليوم ، { فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لآتٍ } يعنى يوم القيامة { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } [ آية : 5 ] لقول بنى عبد شمس بن عبد مناف حين قالوا : إنا نعطى فى الآخرة ما يعطى المؤمنون ، يعنى بالمؤمنين بنى هاشم ، وبنى عبد المطلب بن عبد مناف ، العليم به . نزلت { مَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ ٱللَّهِ } فى بنى هاشم ، وبنى عبد المطلب ابنى عبد مناف ، منهم على بن أبى طالب ، وحمزة ، وجعفر ، عليهم السلام ، وعبيدة بن الحارث ، والحصين ، والطفيل ابنا الحارث بن المطلب ، ومسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب ، وزيد بن حارثة ، وأبو هند ، وأبو ليلى مولى النبى صلى الله عليه وسلم ، وأيمن ابن أم أيمن قتيل يوم حنين ، رضى الله عنه ، ثم قال تعالى : { وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ } يقول : من يعمل الخير فإنما يعمل لنفسه ، يقول : إنما أعمالهم لأنفسهم { إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } [ آية : 6 ] يعنى عن أعمال القبيلتين بنى هاشم ، وبنى عبد المطلب ، ابنى عبد مناف .