Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 7-11)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال عز وجل أيضاً يعنيهم : { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ آية : 7 ] فيجيزهم بإحسانهم ، ولا يجزيهم بمساوئهم ، يعنى بنى هاشم ، وبنى المطلب . ثم قال الله عز وجل { وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً } نزلت فى سعد بن أبى وقاص الزهرى ، رضى الله عنه ، وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف { وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } بأن معى شريكاً { فَلاَ تُطِعْهُمَآ } فى الشرك { إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ } فى الآخرة ، { فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [ آية : 8 ] يعنى سعداً ، رضى الله عنه ، وذلك أنه حين أسلم حلفت أمه لا تأكل طعاماً ، ولا تشرب شراباً ، ولا تدخل [ كنا ] ، حتى يرجع سعد عن الإسلام ، فجعل سعد يترضاها ، فأبت عليه ، وكان بها باراً فأتى سعد ، رضى الله عنه ، النبى صلى الله عليه وسلم ، فشكى إليه فنزلت فى سعد ، رضى الله عنه ، هذه الآية ، فأمره النبى صلى الله عليه وسلم أن يترضاها ويجهد بها على أن تأكل وتشرب ، فأبت حتى يئس منها ، وكان أحب ولدها إليها . { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي ٱلصَّالِحِينَ } [ آية : 9 ] { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يِقُولُ آمَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِ } نزلت فى عياش بن أبى ربيعة بن المغيرة بن عمرو بن مخزوم القرشى ، وذلك أن عياشاً أسلم ، فخاف أهل بيته ، فهرب إلى المدينة بدينه قبل أن يهاجر النبى صلى الله عليه وسلم إليها ، فحلفت أمه أسماء بنت مخرمة بن أبى جندل بن نهشل التميمى ألا تأكل ولا تشرب ، ولا تغسل رأسها ، ولا تدخل كنا حتى يرجع إليها ، فصبرت ثلاثة أيام ، ثم أكلت وشربت ، فركب أبو جهل عدو الله والحارث ابنا هشام ، وهما أخواه لأمه ، وهما بنو عم حتى أتيا المدينة ، فلقياه ، فقال أبو جهل لأخيه عياش : قد علمت أنك كنت أحب إلى أمك من جميع ولدها ، وآثر عندها ، لأنه كان أصغرهم سناً ، وكان بها باراً ، وقد حلفت أمك ألا تأكل ، ولا تشرب ، ولا تغسل رأسها ، ولا تدخل بيتاً ، حتى ترجع إليها ، وأنت تزعم أن فى دينك بر الوالدين ، فارجع إليها ، فإن ربك الذى بالمدينة هو بمكة فاعبدوه بها ، فأخذ عياش عليهم المواثيق ألا يحركاه ، فاتبعهما ، فأوثقاه ، ثم جلده كل واحد منهما مائة جلدة حتى يبرأ من دين محمد صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله عز وجل فى عياش : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يِقُولُ آمَنَّا بِٱللَّهِ } يعنى صدقنا بتوحيد الله ، { فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ } يعنى ضربهما إياه { جَعَلَ فِتْنَة النَّاسِ } يقول : جعل عذاب الناس فى الدنيا كعذاب الله فى الآخرة ، كقوله عز وجل : { يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ } [ الذاريات : 13 ] ، يعنى يعذبون . ثم استأنف { وَلَئِنْ جَآءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ } على عدوك بمكة وغيرها ، إذا كان للمؤمنين دولة { لَيَقُولُنَّ } المنافقون للمؤمنين { إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ } على عدوكم ، وإذا رأوا دولة للكافرين شكوا فى إيمانهم ، { أَوَ لَيْسَ ٱللَّهُ } يعنى عز وجل ، أو ما الله { بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ ٱلْعَالَمِينَ } [ آية : 10 ] من الإيمان والنفاق . { وَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ } يعنى وليرين الله { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يعنى صدقوا عند البلاء والتمحيص ، { وَلَيَعْلَمَنَّ } يعنى وليرين { ٱلْمُنَافِقِينَ } [ آية : 11 ] فى إيمانهم ، فيشكوا عند البلاء والتمحيص .