Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 36-40)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَ } أرسلنا { وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً } بن نويب بن مدين بن إبراهيم خليل الرحمن ، جل جلاله ، لصلبه ، { فَقَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } ، يعنى وحدوا الله ، { وَٱرْجُواْ ٱلْيَوْمَ آلآخِرَ } ، يعنى واخشوا البعث الذى فيه جزاء الأعمال ، { وَلاَ تَعْثَوْاْ } ، يعنى ولا تسعوا ، { فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } [ آية : 36 ] ، يعنى بالمعاصى فى نقصان الكيل والميزان ، وهو الفساد فى الأرض . { فَكَذَّبُوهُ } بالعذاب حين أوعدهم أنه نازل بهم فى الدنيا ، { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ } ، يعنى عز وجل فى محلتهم وعسكرهم ، { جَاثِمِينَ } [ آية : 37 ، أمواتاً خامدين مثل النار إذا أطفئت ، بينما هى تقد إذا هى طفئت ، فشبه أرواحهم فى أجسادهم وهم أحياء مثل النار إذا تقد ، ثم شبه هلاكهم بالنار إذا طفئت ، بينما هم أحياء إذا صاح بهم جبريل ، عليه السلام ، فصعقوا أمواتاً أجمعين . { وَ } أهلكنا { وَعَاداً وَثَمُودَاْ } ، وهما ابنا عم ، { وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم } يا أهل مكة ، { مِّن مَّسَاكِنِهِمْ } يعنى منازلهم آية فى هلاكهم { وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ } السية ، { فَصَدَّهُمْ } الشيطان { عَنِ ٱلسَّبِيلِ } ، أى طريق الهدى ، { وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ } [ آية : 38 ] فى دينهم يحسبون أنهم على هدى . { وَ } أهلكنا { وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ } ، واسمه فيطوس ، { وَهَامَانَ } قهرمان فرعون ودستوره ، { وَلَقَدْ جَآءَهُمْ مُّوسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ } ، أخبرهم أن العذاب نازل بهم فى الدنيا ، فكذبوه وادعوا أنه غير نازل بهم فى الدنيا ، { فَٱسْتَكْبَرُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا كَانُواْ سَابِقِينَ } [ آية : 39 ] ، يعنى فتكبروا بذنوبهم ، يعنى بتكذيبهم الرسل ، كقوله تعالى : { ٱعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ } [ التوبة : 102 ] ، يعنى بتكذيبهم الرسل ، وكفروا به ، { فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ } [ الشمس : 14 ] ، يعنى بتكذيبهم صالحاً . قال عز وجل : { فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً } ، يعنى من الحجارة ، وهم هوم لوط ، { وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ } ، يعنى صيحة جبريل ، عليه السلام ، وهم قوم صالح ، وقوم شعيب ، وقوم هود ، وقوم إبراهيم ، { وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ } ، يعنى قارون وأصحابه ، { وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا } ، يعنى قوم نوح ، وقوم فرعون ، { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ } ، فيعذبهم على غير ذنب ، { وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [ آية : 40 ] ، يخوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية ؛ لئلا يكذبوا محمد صلى الله عليه وسلم .