Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 41-45)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال عز وجل : { مَثَلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْلِيَآءَ } يعنى الآلهة ، وهى الأصنام اللات والعزى ومناة وهبل ، { كَمَثَلِ ٱلْعَنكَبُوتِ } وذلك أن الله عز وجل ضرب مثل الصنم فى الضعف ، يعنى كشبه العنكبوت إذا { ٱتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ } يعنى أضعف { ٱلْبُيُوتِ } كلها { لَبَيْتُ ٱلْعَنكَبُوتِ } فكذلك ضعف الصنم هو أضعف من بيت العنكبوت { لَوْ } يعنى إن { كَانُواْ يَعْلَمُونَ } [ آية : 41 ] ولكن لا يعلمون . ثم قال تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ } يعني الأصنام { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } [ آية : 42 ] يعنى العزيز فى ملكه الحكيم فى أمره . ثم قال عز وجل : { وَتِلْكَ ٱلأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ } يقول : وتلك الأشباه نبينها لكفار مكة ، فيما ذكر من أمر الصنم ، { وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلاَّ ٱلْعَالِمُونَ } [ آية : 43 ] يقول : الذين يعقلون عن الله عز وجل الأمثال . { خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ } لم يخلقهما باطلاً لغير شىء خلقهما لأمر هو كائن { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ } [ آية : 44 ] يقول : إن فى خلقهما لعبرة للمصدقين بتوحيد الله عز وجل . { ٱتْلُ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ } يعنى اقرأ على أهل الكتاب ما أنزل إليك من القرآن ، ثم قال تعالى : { وَأَقِمِ } يعنى وأتم { ٱلصَّلاَةَ إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ } يعنى عن المعاصى { وَٱلْمُنْكَرِ } يعنى المنكر ما لا يعرف يقول : إن الإنسان ما دام يصلى لله عز وجل ، فقد انتهى عن الفحشاء والمنكر لا يعمل بها ما دام يصلى حتى ينصرف ، ثم قال عز وجل : { وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ } يعنى إذا صليت لله تعالى فذكرته فذكرك الله بخير ، وذكر الله إياك أفضل من ذكرك إياه فى الصلاة ، { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } [ آية : 45 ] فى صلاتكم .