Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 46-51)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلاَ تُجَادِلُوۤاْ } يعنى النبى صلى الله عليه وسلم وحده { أَهْلَ ٱلْكِتَابِ } البتة يعنى مؤمنيهم عبد الله بن سلام وأصحابه ، { إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } فيها تقديم ، يقول : جادلهم قل لهم بالقرآن وأخبرهم عن القرآن ، نسختها آية السيف فى براءة فقال تعالى : { قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلاَ بِٱلْيَوْمِ ٱلآخِر } [ التوبة : 29 ] { إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ وَقُولُوۤاْ } لهم يعنى ظلمة اليهود { آمَنَّا بِٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْنَا } يعنى القرآن { وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ } يعنى التوراة { وَ } قولوا لهم : { وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمْ وَاحِدٌ } ربنا وربكم واحد { وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } [ آية : 46 ] يعنى مخلصين بالتوحيد . { وَكَذَلِكَ } يعنى وهكذا { أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ } كما أنزلنا التوراة على أهل الكتاب ، ليبين لهم عز وجل يعنى ليخبرهم ، ثم ذكر مؤمنى أهل التوراة عبد الله بن سلام وأصحابه ، فقال سبحانه : { فَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } يعنى أعطيناهم التوراة ، يعنى ابن سلام وأصحابه { يُؤْمِنُونَ بِهِ } يصدقون بقرآن محمد صلى الله عليه وسلم أنه من الله عز وجل ، ثم ذكر مسلمى مكة ، فقال : { وَمِنْ هَـٰؤُلاۤءِ مَن يُؤْمِنُ بِهِ } يعنى يصدق بقرآن محمد صلى الله عليه وسلم أنه من الله جاء ، ثم قال : { وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ } يعنى آيات القرآن بعد المعرفة ، لأنهم يعلمون أن محمداً صلى الله عليه وسلم نبى ، وأن القرآن حق من الله عز وجل : { إِلاَّ ٱلْكَافِرونَ } [ آية : 47 ] من اليهود . { وَمَا كُنتَ } يا محمد { تَتْلُو } يعنى تقرأ { مِن قَبْلِهِ } يعنى من قبل القرآن { مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ } فلو كنت يا محمد تتلوا القرآن أو تخطه ، لقالت اليهود ، إنما كتبه من تلقاء نفسه ، و { إِذاً لاَّرْتَابَ } يقول : وإذَّا لشك { ٱلْمُبْطِلُونَ } [ آية : 48 ] يعنى الكاذبين ، يعنى كفار اليهود إذَّا لشكوا فيك يا محمد ، إذا لقالوا : إن الذى نجد فى التوراة نعته ، هو أمى لا يقرأ الكتاب ولا يخطه بيده . ثم ذكر مؤمنى أهل التوراة ، فقال : { بَلْ هُوَ } يا محمد { آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ } يعنى علامات واضحات بأنه أمى لا يقرأ الكتاب ولا يخطه بيده ، { فِي صُدُورِ } يعنى فى قلوب { ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } بالتوراة ، يعنى عبد الله بن سلام وأصحابه ، ثم قال عز وجل : { وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ } يعنى ببعث محمد صلى الله عليه وسلم فى التوراة بأنه أمى لا يقرأ الكتاب ، ولا يخطه بيده ، وهو مكتوب فى التوراة ، فكتموا أمره وجحدوا ، فذلك قوله عز وجل : { وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ } يعنى ببعث محمد صلى الله عليه وسلم فى التوراة { إِلاَّ ٱلظَّالِمُونَ } [ آية : 49 ] يعنى كفار اليهود . { وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ } قال كفار مكة : هلا أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم آيات من ربه إلينا ، كما كان تجئ إلىقومهم ، فأوحى الله تبارك وتعالى إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، قال : { قُلْ } لهم { إِنَّمَا ٱلآيَاتُ عِندَ ٱللَّهِ } فإذا شاء أرسلها وليست بيدى ، { وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } [ آية : 50 ] . فلما سألوه الآية ، قال الله تعالى : { أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ } بالآية من القرآن { أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ } فيه خبر ما قبلهم ، وما بعدهم ، { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } يعنى عز وجل فى القرآن { لَرَحْمَةً } لمن آمن به وعمل به ، { وَذِكْرَىٰ } يعنى وتذكرة { لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [ آية : 51 ] يعنى يصدقون بالقرآن أنه من الله عز وجل ، فكذبوا بالقرآن فنزل :