Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 56-63)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } نزلت فى ضعفاء مسلمى أهل مكة إن كنتم فى ضيق بمكة من إظهار الإيمان ، فـ { إِنَّ أَرْضِي } يعنى أرض الله بالمدينة { وَاسِعَةٌ } من الضيق { فَإِيَّايَ فَٱعْبُدُونِ } [ آية : 56 ] يعنى فوحدونى بالمدنية علانية . ثم خوفهم الموت ليهاجروا ، فقال تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } [ آية : 57 ] فى الآخرة بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم . ثم ذكر المهاجرين ، فقال سبحانه : { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ } يعنى لننزلنهم { مِّنَ ٱلْجَنَّةِ غُرَفَاً تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا } لا يموتون فى الجنة { نِعْمَ أَجْرُ } يعنى جزاء { ٱلْعَامِلِينَ } [ آية : 58 ] لله عز وجل . ثم نعتهم ، فقال عز وجل : { ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ } على الهجرة { وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [ آية : 59 ] يعنى وبالله يثقون فى هجرتهم ، وذلك أن أحدهم كان يقول : بمكة أهاجر إلى المدينة وليس لى بها مال ، ولا معيشة . فوعظهم الله ليعتبروا ، فقال : { وَكَأَيِّن } يعنى وكم { مِّن دَآبَّةٍ } فى الأرض أو طير { لاَّ تَحْمِلُ } يعنى لا ترفع { رِزْقَهَا } معها { ٱللَّهُ يَرْزُقُهَا } حيث توجهت { وَإِيَّاكُمْ } يعنى يرزقكم إن هاجرتم إلى المدينة { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } [ آية : 60 ] لقولهم : إنا لا نجد ما ننفق فى المدينة . ثم قال عز وجل للنبى صلى الله عليه وسلم { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ } يعنى ولئن سألت كفار مكة { مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } وحده خلقهم { فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } [ آية : 61 ] يعنى عز وجل من أين تكذبون يعنى بتوحيدى . ثم رجع إلى الذين رغبهم فى الهجرة ، والذين قالوا : لا نجد ما ننفق ، فقال عز وجل : { ٱللَّهُ يَبْسُطُ } يعنى يوسع { ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ } يعنى ويقتر على من يشاء { إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٍ } [ آية : 62 ] من البسط على من يشاء ، والتقتير عليه . { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ } يعنى كفار مكة { مَّن نَّزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } يعنى المطر ، { فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } يفعل ذلك { قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } بإقرارهم بذلك { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } [ آية : 63 ] بتوحيد ربهم ، وهم مقرون بأن الله عز وجل خلق الأشياء كلها وحده .