Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 64-69)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال تعالى : { وَمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ } يعنى وباطلاً { وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ } يعنى الجنة { لَهِيَ ٱلْحَيَوَانُ } يقول : لهى دار الحياة لا موت فيها { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } [ آية : 64 ] ولكنهم لا يعلمون . { فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلْفُلْكِ } يعنى السفن ، يعنى كفار مكة يعظهم ليعتبروا { دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } يعنى موحدين له بالتوحيد { فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } [ آية : 65 ] فلا يوحدون كما يوحدونه عز وجل فى البحر . { لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ } يعنى لئلا يكفروا بما أعطيناهم فى البحر من العافية حين سلمهم الله عز وجل من البلاء وأنجاهم من اليم ، { وَلِيَتَمَتَّعُواْ } إلى منتهى آجالهم { فَسَوْفَ يَعلَمُونَ } [ آية : 66 ] هذا وعيد . { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } يعنى كفار مكة يعظهم ليعتبروا { أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ } فيقتلون ويسبون فادفع عنهم ، وهم يأكلون رزقى ويعبدون غيرى ، فلست أسلط عليهم عدوهم إذا أسلموا نزلت فى الحارث بن نوفل القرشى ، نظيرها فى " طسم " القصص ، ثم بين لهم ما يعبدون ، فقال سبحانه : { أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ } ؟ يعنى أفبالشيطان يصدقون أن لله تعالى شريكاً ، { وَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ } الذى أطعمهم من جوع ، وآمنهم من خوف { يَكْفُرُونَ } [ آية : 67 ] فلا يؤمنون برب هذه النعمة ، فيوحدونه عز وجل . ثم قال تعالى ذكره : { وَمَنْ أَظْلَمُ } يقول : فلا أحد أظلم ، { مِمَّنْ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِٱلْحَقِّ } يعنى بالتوحيد { لَمَّا جَآءَهُ } يعنى حين جاءه ، ثم قال تعالى : { أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ } يقول : أما لهذا المكذب بالتوحيد فى جهنم { مَثْوًى } يعني مأوى { لِّلْكَافِرِينَ } [ آية : 68 ] بالتوحيد . { وَٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا } يعنى عملوا بالخير لله عز وجل ، مثلها فى آخر الحج ، { لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } يعنى ديننا { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ } [ آية : 69 ] لهم فى العون لهم .