Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 1-7)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الۤـمۤ } [ آية : 1 ] { غُلِبَتِ ٱلرُّومُ } [ آية : 2 ] وذلك أه أهل فارس غلبوا البروم { فِيۤ أَدْنَى ٱلأَرْضِ } يعنى الأردن وفلسطين ، ثم قال عز وجل : { وَهُم } يعني الروم { مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ } [ آية : 3 ] أهل فارس . { فِي بِضْعِ سِنِينَ } يعنى خمس سنين ، أو سبع سنين إلى تسع { لِلَّهِ ٱلأَمْرُ مِن قَبْلُ } حين ظهرت فارس على الروم ، { وَمِن بَعْدُ } ما ظهرت الروم على فارس ، { وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ ٱلْمُؤْمِنُونَ } [ آية : 4 ] وذلك أن فارس غلبت الروم ، ففرح بذلك كفار مكة ، فقالوا : إن فارس ليس لهم كتاب ، ونحن منهم ، وقد غلبوا أهل الروم ، وهم أهل كتاب قبلكم ، فنحن أيضاً نغلبكم كما غلبت فارس الروم ، فخاطرهم أبو بكر الصديق ، رضى الله عنه ، على أن يظهر الله عز وجل الروم على فارس ، فلما كان يوم بدر غلبت المسلمون كفا مكة ، وأتى المسلمين الخبر بعد ذلك ، والنبى صلى الله عليه وسلم والمؤمنون بالحديبية أن الروم قد غلبوا أهل فارس ، ففرح المسلمون بذلك ، فلذلك قوله تبارك وتعالى : { وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ ٱلْمُؤْمِنُونَ } { بِنَصْرِ ٱللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَآءُ } فنصر الله عز وجل الروم على فارس ، ونصر المؤمنين على المشركين يوم بدر . قال أبو محمد : سألت أبا العباس ثعلب عن البضع والنيف ، فقال البضع : من ثلاث إلى تسع ، والنيف : من واحد إلى خمسة ، وربما أدخلت كل واحدة على صاحبتها فتجوز مجازها ، فأخذ أبو بكر الصديق ، رضى الله عنه ، الخطر من صفوان بن أمية ، والنبى صلى الله عليه وسلم بالحديبية مقيم حين صده المشركين عن دخول مكة ، { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } يعنى المنيع فى ملكه { ٱلرَّحِيمُ } [ آية : 5 ] بالمؤمنين حين نصرهم . { وَعْدَ ٱللَّهِ لاَ يُخْلِفُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ } وذلك أن الله عز وجل وعد المؤمنين في أول السورة أن يظهر الروم على فارس حين قال تعالى : { وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ } على أهل فارس ، وذلك قوله عز وجل { وَعْدَ ٱللَّهِ لاَ يُخْلِفُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ } بأن الروم تظهر على فارس ، { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } [ آية : 6 ] يعن كفار مكة . { يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } يعنى حرفتهم وحيلتهم ، ومتى يدرك زرعهم ، وما يصلحهم في معايشهم لصلاح دنياهم ، { وَهُمْ عَنِ ٱلآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ } [ آية : 7 ] حين لا يؤمنون بها ، ثم وعظهم ليعتبروا .