Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 30-36)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال للنبى صلى الله عليه وسلم : إن لم يوحد كفار مكة ربهم ، فوحد أنت ربك يا محمد ، { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ } يعنى فأخلص دينك الإسلام لله عز وجل { حَنِيفاً } يعنى مخلصاً { فِطْرَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا } يعنى ملة الإسلام التوحيد الذى خلقهم عليه ، ثم أخذ الميثاق من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم ، وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ؟ قالوا : بلى ربنا ، وأقروا له بالربوبية والمعرفة له تبارك وتعالى ، ثم قال سبحانه : { لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ } يقول : لا تحويل لدين الله عز وجل الإسلام { ذَلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ } يعنى التوحيد وهو الدين المستقيم ، { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ } يعنى كفار مكة { لاَ يَعْلَمُونَ } [ آية : 30 ] توحيد الله عز وجل . ثم أمرهم بالإنابة من الكفر وأمرهم بالصلاة ، فقال عز وجل { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ } يقول : راجعين إليه من الكفر إلى التوحيد لله تعالى ذكره ، { وَٱتَّقُوهُ } يعنى واخشوه ، { وَأَقِيمُواْ } يعنى وأتموا { ٱلصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } [ آية : 31 ] يقول : لكفار مكة كونوا من الموحدين لله عز وجل ولا تكونوا : { مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ } يعنى أهل الأديان فرقوا دينهم الإسلام ، { وَكَانُواْ شِيَعاً } يعنى أحزاباً فى الدين يهود ونصارى ومجوس وغيره ونحو ذلك ، { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } [ آية : 32 ] كل أهل ملة بما عندهم من الدين راضون به . { وَإِذَا مَسَّ ٱلنَّاسَ ضُرٌّ } يعنى كفار مكة ضر ، يعنى السنين ، وهو الجوع ، يعنى قحط المطر عليهم سبع سنين ، { دَعَوْاْ رَبَّهُمْ مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ } يقول : عز وجل راجعين إليه يدعونه أن يكشف عنهم الضر ، لقوله تعالى حم الدخان : { رَّبَّنَا ٱكْشِفْ عَنَّا ٱلْعَذَابَ } [ الدخان : 12 ] يعنى الجوع { إِنَّا مْؤْمِنُونَ } [ الدخان : 12 ] . قال تعالى : { ثُمَّ إِذَآ أَذَاقَهُمْ مِّنْهُ رَحْمَةً } يعنى إذا أعطاهم من عنده نعمة ، يعنى المطر { إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ } [ آية : 33 ] يقول : تركوا توحيد ربهم فى الرخاء ، وقد وحدوه في الضر . { لِيَكْفُرُواْ } يعنى لكى يكفروا { بِمَآ آتَيْنَاهُمْ } بالذى أعطيناهم من الخير فى ذهاب الضر عنهم ، وهو الجوع ، ثم قال سبحانه : { فَتَمَتَّعُواْ } قليلاً إلى آجالكم { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } [ آية : 34 ] هذا وعيد ، ثم ذكر شركهم ، فقال : { أَمْ أَنزَلْنَا } وأم هاهنا صلة على أهل مكة ، يعنى كفارهم { عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً } يعنى كتاباً من السماء ، { فَهُوَ يَتَكَلَّمُ } يعنى ينطق { بِمَا كَانُواْ بِهِ يُشْرِكُونَ } [ آية : 35 ] يعنى ينطق بما يقولون من الشرك . ثم ذكرهم أيضاً ، فقال سبحانه : { وَإِذَآ أَذَقْنَا ٱلنَّاسَ } كفار مكة { رَحْمَةً } يعنى أعطينا كفار مكة رحمة ، يعنى المطر { فَرِحُواْ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } بلاء يعنى الجوع أو شدة من قحط سبع سنين { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } من الذنوب { إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ } [ آية : 36 ] يعنى إذا هم من المطر آيسون ، ثم وعظهم ليعتبروا .