Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 48-53)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم أخبر عن صنعه ليعرف توحيده ، فقال عز وجل : { ٱللَّهُ ٱلَّذِي يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي ٱلسَّمَآءِ كَيْفَ يَشَآءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً } يقول : يجعل الريح السحاب قطعاً يحمل بعضها على بعض فيضمه ، ثم يبسط السحاب فى السماء كيف يشاء الله تعالى ، إن شاء بسطه على مسيرة يوم ، أو بعض يوم ، أو مسيرة أيام يمطرون ، فذلك قوله عز وجل : { فَتَرَى ٱلْوَدْقَ يَخْرُجُ } يعنى المطر يخرج { مِنْ خِلاَلِهِ } يعنى من خلال السحاب { فَإِذَآ أَصَابَ بِهِ } يعنى بالمطر { مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } [ آية : 48 ] يعنى إذا هم يفرحون بالمطر عليهم . { وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِّن قَبْلِهِ } يعنى من قبل نزول المطر في السنين السبع حين قحط عليهم المطر { لَمُبْلِسِينَ } [ آية : 49 ] يعنى آيسين من المطر ، { فَٱنظُرْ } يا محمد { إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَةِ ٱللَّهِ } يعنى النبت من آثار المطر { كَيْفَ يُحْيِيِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ } بالمطر فتنبت من بعد موتها حين لم يكن فيها نبت ، ثمدل على نفسه ، فقال : { إِنَّ ذَلِكَ } يقول : إن هذا الذى فعل ما ترون { لَمُحْييِ ٱلْمَوْتَىٰ } فى الآخرة ، فلا تكذبوا بالبعث ، يعنى كفار مكة ، ثم قال تعالى : { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ آية : 50 ] من البعث وغيره ، ثم وعظهم ليعتبروا ، فقال : عز وجل : { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً } على هذا النبت الأخضر { فَرَأَوْهُ } النبت { مُصْفَرّاً } من البرد بعد الخضرة { لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } [ آية : 51 ] برب هذه النعم ، ثم عاب كفار مكة ، فضرب له مثلاً ، فقال عز وجل : { فَإِنَّكَ } يا محمد { لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ } النداء فشبه الكفار بالأموات يقول : فكما لا يسمع الميت النداء ، فكذلك الكفار لا يسمعون الإيمان ولا يفقهون ، ثم قال : { وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ } [ أية : 52 ] فشبهوا أيضاً بالصم إذا ولو مدبرين ، يقول : إن الأصم إذا ولى مدبراً ، ثم ناديته لا يسمع الدعاء فكذلك الكافر لا يسمع الإيمان إذا دعى . { وَمَآ أَنتَ } يعنى النبى صلى الله عليه وسلم { بِهَادِ ٱلْعُمْيِ } للإيمان يقول : عموا عن الإيمان { عَن ضَلاَلَتِهِمْ } يعنى كفرهم الذى هم عليه ، ثم أخبر النبى صلى الله عليه وسلم ، فمن يسمع الإيمان ، فقال سبحانه : { إِن تُسْمِعُ } بالإيمان { إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا } يعنى يصدق بالقرآن أنه جاء من الله عز وجل { فَهُمْ مُّسْلِمُونَ } [ آية : 53 ] يعنى فهم مخلصون بالتوحيد .