Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 42-47)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم خوفهم ، فقال سبحانه : { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلُ } يعنى قبل كفار مكة من الأمم الخالية { كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّشْرِكِينَ } [ آية : 42 ] فكان عاقبتهم الهلاك فى الدنيا . ثم قال : { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينَ ٱلْقِيِّمِ } يعنى فأخلص دينك للإسلام المستقيم ، فإن غير دين الإسلام ليس بمستقيم { مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ } يعنى يوم القيامة { لاَّ مَرَدَّ لَهُ } يعنى لا يقدر أحد على رد ذلك اليوم { مِنَ ٱللَّهِ } عز وجل { يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ } [ آية : 43 ] يعنى بعد الحساب يتفرقون إلى الجنة وإلى النار . { مَن كَفَرَ } الله { فَعَلَيْهِ } إثم { كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ } [ آية : 44 ] يعنى يقدمون { لِيَجْزِيَ } يعنى لكى يجزى الله عز وجل في القيامة { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بتوحيد الله عز وجل ، { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَافِرِينَ } [ آية : 45 ] بتوحيد الله عز وجل . { وَمِنْ آيَاتِهِ } يعنى ومن علاماته عز وجل ، وإن لم تروه ، أن تعرفوا توحيده بصنعه عز وجل { أَن يُرْسِلَ ٱلرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ } يعنى يستبشر بها الناس رجاء المطر { وَلِيُذِيقَكُمْ مِّن رَّحْمَتِهِ } يقول : وليعطيكم من نعمته يعنى المطر { وَلِتَجْرِيَ ٱلْفُلْكُ } في البحر { بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ } في البحر { مِن فَضْلِهِ } يعنى الرزق كل هذا بالرياح { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [ آية : 46 ] رب هذه النعم فتوحدونه . ثم خوف كفار مكة لكى لا يكذبوا النبى صلى الله عليه وسلم ، فقال سبحانه : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } فأخبروا قومهم بالعذاب أنه نازل بهم فى الدنيا إن لم يؤمنوا ، فكذبوهم بالعذاب أنه غير نازل بهم فى الدنيا ، فعذبهم الله عز وجل ، فلذلك قوله عز وجل : { فَٱنتَقَمْنَا } بالعذاب { مِنَ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ } يعنى الذين أشركوا { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ } [ آية : 47 ] يعنى المصدقين للأنبياء ، عليهم السلام ، بالعذاب ، فكان نصرهم أن الله عز وجل أنجاهم من العذاب مع الرس .