Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 22-26)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ } يقول : من يخلص دينه لله ، كقوله تعالى : { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ } [ البقرة : 148 ] يعني لكل أهل دين ، ثم قال { وَهُوَ مُحْسِنٌ } في عمله { فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ } يقول : فقد أخذ { بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ } التى لا انفصام لها ، لا انقطاع لها { وَإِلَىٰ ٱللَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأَمُورِ } [ آية : 22 ] ٍ يعني مصير أمور العباد إلى الله عز وجل في الآخرة ، فيجزيهم بأعمالهم . { وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ } وذلك أن كفار مكة ، قالوا : في حم عسق : { ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } [ الشورى : 42 ] ، يعنون النبي صلى الله عليه وسلم حين يزعم أن القرآن جاء من الله عز وجل ، فشق على النبى صلى الله عليه وسلم قولهم وأحزنه ، فأنزل الله عز وجل : { وَمَن كَفَرَ } بالقرآن { فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ } { إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوۤاْ } من المعاصي { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } [ آية : 23 ] يقول : إن الله عز وجل عالم بما في قلب محمد صلى الله عليه وسلم من الحزن بما قالوا له ، ثم أخبر عز وجل عنهم ، فقال : { نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً } في الدنيا إلى آجالهم { ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ } نصيرهم { إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ } [ آية : 24 ] يعني شديد لا يفتر عنهم . { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ } يعني ولكن { أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } [ آية : 25 ] بتوحيد الله عز وجل ، ثم عظم نفسه عز وجل ، فقال : { لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ } من الخلق ، عبيده ، وفي ملكه ، { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ } عن عباده خلقه { ٱلْحَمِيدُ } [ آية : 26 ] عند خلقه في سلطانه .