Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 10-14)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالُوۤاْ أَإِذَا ضَلَلْنَا } يعني هلكنا { فِي ٱلأَرْضِ } وكنا تراباً { أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } إنا لمبعوثون خلقاً جديداً بعد الموت ، يعنون البعث ، ويعنون كما كنا تكذيباً بالبعث نزلت في أبي بن خلف ، وأبي الأشدين اسمه أسيد بن كلدة بن خلف الجمحي ، ومنبه ونبيه ابني الحجاج ، يقول الله عز وجل : { بَلْ } نبعثهم ، نظيرها في ق والقرآن ، ثم قال : { هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ } يعني بالبعث { كَافِرُونَ } [ آية : 10 ] لا يؤمنون . { قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ } يزعمون أن اسمه عزرائيل ، وله أربعة أجنحة جناح بالمشرق ، وجناح بالمغرب ، وجناح له في أقصى العالم من حيث تجيء الريح الدبور ، وجناح له في أقصى العالم من حيث تجيء الريح الصبا ، ورجل له بالمشرق ، ورجله الأخرى بالمغرب ، والخلق بين رجليه ورأسه في السماء العليا وجسده ، كما بين السماء والأرض ، ووجهه عند ستر الحجب ، { ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } [ آية : 11 ] بعد الموت أحياء فيجزيكم بأعمالكم . { وَلَوْ تَرَىٰ } يا محمد { إِذِ ٱلْمُجْرِمُونَ } يعني عز وجل كفار مكة { نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَٱرْجِعْنَا } إلى الدنيا { نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ } [ آية : 12 ] بالبعث . يقول الله جل ثناؤه : { وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا } يعني لأعطينا { كُلَّ نَفْسٍ } فاجرة { هُدَاهَا } يعني بيانها { وَلَـٰكِنْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ مِنِّي } يعني وجب العذاب مني { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [ آية : 13 ] يعني كفار الإنس والجن جميعاً ، والقول الذي وجب من الله عز وجل لقوله لإبليس يوم عصاه في السجود لآدم ، عليه السلام : { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ } [ ص : 85 ] ، فإذا أدخلوا النار قالت الخزنة لهم : { فَذُوقُواْ } العذاب { بِمَا نَسِيتُمْ } يعني بما تركتم الإيمان بـ { لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَآ } يعني البعث { إِنَّا نَسِينَاكُمْ } تقول الخزنة : إنا تركناكم في العذاب { وَذُوقُـواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ } الذي لا ينقطع { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [ آية : 14 ] من الكفر والتكذيب .