Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 28-34)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ } يقول كما يمتع الرجل امرأته إذا طلقها سوى المهر { وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً } [ آية : 28 ] يقول : حسناً فى غير ضرار . { وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ } يعنى الجنة { فَإِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً } [ آية : 29 ] يعنى الجنة . فقالت عائشة بنت أبى بكر الصديق ، رضى الله عنهما ، حين خيرهن النبى صلى الله عيله وسلم : بل نختار الله والدار الآخرة ، ومالنا وللدنيا إنما جعلت الدنيا دار فناء والآخرة هى الباقية أحب إلينا من الفانية ، فرضى نساؤه كلهن بقول عائشة ، رضى الله عنها ، فلما اخترن الله ورسوله أنزل الله عز وجل : { لاَّ يَحِلُّ لَكَ ٱلنِّسَآءُ مِن بَعْدُ وَلاَ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ } إلى آخر الآية [ آية : 52 ] . { يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ } يعنى العصيان للنبى صلى الله عليه وسلم { يُضَاعَفْ لَهَا ٱلْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ } فى الآخرة { وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } [ آية : 30 ] يقول : وكان عذابها على الله هيناً . { وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للَّهِ وَرَسُولِهِ } يعنى ومن يطع منكن الله ورسوله { وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَـآ أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ } فى الآخرة بكل صلاة أو صيام أو تكبير أو تسبيح لها مكان كل حسنة يكتب عشرون حسنة { وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً } [ آية : 31 ] يعنى حسناً ، وهى الجنة . ثم قال : { يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ } يعنى الله ، فإنكن معشر أزواج النبى صلى الله عليه وسلم تنظرن إلى الوحى فأنتن أحق الناس بالتقوى { فَلاَ تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ } يقول : فلا تومين بقول يقارف الفاحشة { فَيَطْمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } يعنى الفجور فى أمر الزنا فزجرهن الله عز وجل عن الكلام مع الرجال وأمرهن بالعفة وضرب عليهن الحجاب ثم قال تعالى : { وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } [ آية : 32 ] يعنى قولاً حسناً يعرف ولا يقارف الفاحشة ، ومن يقذف نبياً ، أو امرأة نبى فعليه حدّان سوى التغريب الذى يراه الإمام . ثم قال عز وجل : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ } ولا تخرجن من الحجاب { وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ ٱلأُولَىٰ } والتبرج أنها تلقى الخمار عن رأسها ولا تشده ، فيرى قرطها وقلائدها ، { وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ ٱلأُولَىٰ } قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم ، مثل قوله : { عَاداً ٱلأُولَىٰ } [ النجم : 50 ] أمرهن أيضاً بالعفة وأمر بضرب الحجاب عليهن ، ثم قال : { وَأَقِمْنَ ٱلصَّلاَةَ وَآتِينَ ٱلزَّكَـاةَ } يقول : وأعطين الزكاة { وَأَطِعْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ } يعنى الإثم نهاهن عنه فى هذه الآيات . ومن الرجس الذى يذهبه الله عنهن إنزال الآيات بما أمرهن به . فإن تركهن ما أمرهن به وارتكابهن ما نهاهن عنه من الرجس ، فذلك قوله : { إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ } يا { أَهْلَ ٱلْبَيْتِ } يعنى نساء النبى صلى الله عليه وسلم لأنهن فى بيته { وَيُطَهِّرَكُمْ } من الإثم الذى ذكر فى هذه الآيات { تَطْهِيـراً } [ آية : 33 ] . وحدثنى أبى ، عن الهذيل ، فقال : قال مقاتل بن سليمان : يعنى به نساء النبى صلى الله عليه وسلم كلهن وليس معهن ذكر . { وَٱذْكُـرْنَ مَا يُتْـلَىٰ فِي بُيُوتِكُـنَّ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ } يعنى القرآن { وَٱلْحِكْـمَةِ } يعنى أمره ونهيه فى القرآن فوعظهن ليتفكرن وامتن عليهن { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً } [ آية : 34 ] يعنى لطيف علهين فنهاهن أن يخضعن بالقول خبيراً به .