Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 53-54)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ } يعنى نضجه وبلاغه { وَلَـكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَٱدْخُلُواْ } على النبى صلى الله عليه وسلم فى بيته { فَإِذَا طَعِمْتُمْ } الطعام { فَٱنْتَشِرُواْ } يعنى فقوموا من عنده وتفرقوا { وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ } وذلك أنهم كانوا يجلسون عند النبى صلى الله عليه وسلم قبل الطعام وبعد الطعام ، وكان ذلك فى بيت أم سلمة بنت أبى أمية أم المؤمنين ، فيتحدثون عنده طويلاً ، فكان ذلك يؤذيه ويستحيى أن يقول لهم قوموا وربما أحرج النبى صلى الله عليه وسلم ، وهو فى بيته يتحدثون ، فذلك قوله عز وجل { وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ } { إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي ٱلنَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَٱللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ ٱلْحَقِّ } ثم أمر الله تبارك وتعالى نبيه بالحجاب على نسائه ، فنزل الخيار والتيمم فى أمر عائشة . ونزل الحجاب فى أمر زينب بنت جحش ، فامر الله تعالى المؤمين ألا يكلموا نساء النبى إلا من وراء حجاب ، فذلك قوله : { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَٱسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ذٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ } من الريبة { وَقُلُوبِهِنَّ } وأطهر لقلوبهن من الريبة ، فقال طلحة بن عبيدالله القرشى من بنى تميم بن مرة : ينهانا محمد أن ندخل على بنات عمنا ، يعنى عائشة ، رضى الله عنها ، وهما من بنى تيم بن مرة ، ثم قال فى نفسه : والله ، لئن مات محمد وأنا حى لأتزوجن عائشة ، فأنزل الله تعالى فى قول طلحة بن عبيدالله { وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوۤاْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذٰلِكُمْ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيماً } [ آية : 53 ] لأن الله جعل نساء النبى صلى الله عليه وسلم على المؤمنين فى الحرمة كأمهاتهم . فمن ثم عظم الله تزويجهن على المؤمنين ، ثم أعلمهم الله أنه يعلم سرهم وعلانيتهم ، فقال : { إِن تُبْدُواْ } إن تظهروا { شَيْئاً } من أمركم يعنى طلحة لقوله يمنعنا محمد من الدخول على بنات عمنا ، فأعلن هذا القول ثم قال : { أَوْ تُخْفُوهُ } يعنى أو تسروه فى قلوبكم يعنى قوله : لأتزوجن عائشة بعد موت النبى صلى الله عليه وسلم { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ } من السر والعلانية { عَلِيماً } [ آية : 54 ] .