Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 69-71)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَىٰ } وذلك أن الله عز وجل وعظ المؤمنين ألا يؤذوا محمداً فيقولون زيد بن محمد ، فإن ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم أذى كما آذت بنو إسرائيل موسى وزعموا أنه آدر . وذلك أن موسى ، عليه السلام ، كان فيه حياء شديد وكان لا يغتسل فى نهر ، ولا غيره إلا عليه إزار ، وكان بنو إسرائيل يغتسلون عراة ، فقالوا : ما يمنع موسى أن يتجرد كما نتجرد إلا أنه آذر ، فانطلق موسى ، عليه السلام ، ذات يوم يغتسل فى عين بأرض الشام ، واستتر بصخرة ووضع ثيابه عليها ففرت الصخرة بثيابه ، وأتبعها موسى ، عليه السلام ، متجرداً ، فلحقها فضربها بعصاه ، وكان موسى ، عليه السلام ، لا يضع العصا من يده حيث ما كان ، وقال لها : ارجعى إلى مكانك ، فقالت : إنما أنا عبد مأمور لم تضربنى فردها إلى مكانها ، فنظرت إليه بنو إسرائيل ، فإذا هو من أحسن الناس خلقاً وأعدلهم صورة ، وكان سليماً ليس الذى قالوا : فذلك قوله عز وجل : { فَبرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ } إنه آدر { وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهاً } [ آية : 69 ] يعنى مكيناً . { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً } [ آية : 70 ] يعنى قولاً عدلاً ، وهو التوحيد . { يُصْلِحْ لَكُمْ } يعنى يزكى لكم { أَعْمَالَكُمْ } بالتوحيد { وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } محمداً صلى الله عليه وسلم { فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } [ آية : 71 ] يقول : قد نجا بالخير وأصاب منه نصيباً وافراً .