Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 72-73)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ } وهى الطاعة { عَلَى ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ } على الثواب والعقاب إن أحسنت جوزيت ، وإن عصيت عوقبت { فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا } يعنى الطاعة على الثواب والعقاب ، فلم يطقنها { وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا } وأشفقن من العذاب مخافة ترك الطاعة ، فقيل لآدم ، عليه السلام : أتحملها بما فيها ، قال آدم : وما فيها يا رب ؟ قال : إن أطعت جوزيت ، وإن عصيت عوقبت ، قال آدم : قد حملتها بما فيها ، قال الله عز وجل : فلم يلبث فى الجنة إلا قليلا ، يعنى ساعتين من يموه حتى عصى ربه عز وجل ، وخان الأمانة ، فذلك قوله عز وجل { وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ } يعنى آدم ، عليه السلام ، { إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً } لنفسه بخطيئته { جَهُولاً } [ آية : 72 ] بعاقبه ما تحمل من الطاعة على الثواب والعقاب . { لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلْمُنَافِقِينَ } يقول : عرضنا الأمانة على الإنسان لكى يعذب الله المنافقين { وَٱلْمُنَافِقَاتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَاتِ } بما خانوا الأمانة وكذبوا الرسل ، ونقضوا الميثاق الذى أفروا به على أنفسهم ، يوم أخرجهم من ظهر آدم ، عليه السلام ، حين قال عز وجل : { أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ } [ الأعراف : 172 ] ، فنقضوا هذه المعرفة وتركوا الطاعة يعنى التوحيد { وَيَتُوبَ ٱللَّهُ } يقول : ولكى يتوب الله { عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } بما وفوا بالأمانة ولم ينقضوا الميثاق { وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً } لذنوبهم { رَّحِيماً } [ آية : 73 ] بهم .