Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 6-8)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فأنزل الله تعالى : { ٱلنَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ } في الطاعة له { مِنْ أَنْفُسِهِمْ } يعنىمن بعضهم لبعض ، فلما نزلت هذه الآية ، قال النبى صلى الله عليه وسلم : " من ترك دينا فعلى ، ومن ترك كلا ، يعنى عيالاً ، فأنا أحق به ، ومن ترك مالاً للورثة " ثم قال عز وجل : { وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } ولا يحل لمسلم أن يتزوج من نساء النبى صلى الله عليه وسلم شيئاً أبداً ، ثم قال عز وجل : { وَأُوْلُو ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ } يعنى في المواريث { مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } يعنى الأنصار ، ثم قال : { وَٱلْمُهَاجِرِينَ } الذين هاجروا إليهم بالمدينة ، وذلك أن الله تعالى أراد أنت يحرض المؤمنين على الهجرة بالمواريثا ، فلما نزلت هذه الآية ورث المهاجرون بعضهم بضعاً على القرابة ، فإن كان مسلماً لم يهاجر لم يرثه ابنه ولا أبوه ولا أخوه المهاجر ، إذا مات أحدهما ولم يهاجر الآخر . { إِلاَّ أَن تَفْعَلُوۤاْ إِلَىٰ أَوْلِيَآئِكُمْ مَّعْرُوفاً } يعنى إلى أقربائكم أن توصوا لهم من الميراث للذين لم يهاجروا من المسلمين ، كانوا بمكة أو بغيرها ، ثم قال : { كَانَ ذَلِكَ فِي ٱلْكِتَابِ مَسْطُوراً } [ آية : 6 ] يعنى مكتوباً فى اللوح المحفوظ أن المؤمنين أولى ببعض في الميراث من الكفار ، فلما كثر المهاجرون رد الله عز وجل المواريث على أولى الأرحام على كتاب الله فى القسمة إن كان مهاجراً ، أو غير مهاجر ، فقال في آخر الأنفال : { وَأْوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ } من المسلمين { بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ } مهاجر ، وغير مهاجر فى الميراث { فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [ الأنفال : 75 ] ، فنسخت الآية التى في الأنفال هذه الآية التى فى الأحزاب . { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ } يا محمد { وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ } فكان النبي صلى الله عليه وسلم أولهم في الميثاق وآخرهم فى البعث ، وذلك أن الله تبارك وتعالى خلق آدم ، عليه السلام ، وأخرج منه ذريته ، فأخذ على ذريته من النبين أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ، وأن يدعوا الناس إلى عبادة الله عز وجل وأن يصدق بعضهم بعضا ، وأن ينصحوا لقومهم ، فذلك قوله عز وجل : { وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَاقاً غَلِيظاً } [ آية : 7 ] الذى أخذ عليهم ، فكل نبى بعثه الله عز وجل صدق من كان قبله ، ومن كان بعده من الأنبياء ، عليهم السلام . يقول عز وجل : { لِّيَسْأَلَ ٱلصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ } يعنى النبين ، عليهم السلام ، هل بلغوا الرسالة { وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ } بالرسل { عَذَاباً أَلِيماً } [ آية : 8 ] يعنى وجيعاً .