Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 22-30)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلِ } لكفار ممكة { ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ } أنهم آلهة ، يعني الملائكة الذين عبدتموهم ، فليكشفوا الضر الذي نزل بكم من الجوع من السنين السبع ، نظيرها في بني إسرائيل ، فأخبر الله عز وجل عن الملائكة أنهم { لاَ يَمْلِكُونَ } لا يقدرون على { مِثُقَالَ ذَرَّةٍ } يعني أصغر وزن النمل { فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } في خلق السماوات { وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ } فكيف يملكون كشف الضر عنكم { وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا } في خلق السموات والأرض { مِن شِرْكٍ } يعني الملائكة { وَمَا لَهُ مِنْهُمْ } من الملائكة { مِّن ظَهِيرٍ } [ آية : 22 ] يعني عوناً على شىء . ثم ذكر الملائكة الذين رجوا منافعهم ، فقال جل وعز : { وَلاَ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ } شفاعة الملائكة { عِندَهُ } لأحد { إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ } أن يشفع من أهل التوحيد ، ثم أخبر عن خوف الملائكة أنهم إذا سمعوا الوحي خروا سجداً من مخافة الساعة ، فكيف يعبدون من هذه منزلته ؟ فهلا يعبدون من تخافه الملائكة ؟ قال : { حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ } وذلك أن أهل السماوات من الملائكة لم يكونوا سمعوا صوت الوحي ما بين زمن عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم , وكان بينهما قريب من ست مائة عام , فلما نزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم سمعوا صوت الوحي ، كوقع الحديد على الصفا ، فخروا سجداً مخافة القيامة ، إذ هبط جبريل على أهل كل سماء ، فأخبرهم أنه الوحي ، فذلك قوله عز وجل : { حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ } تجلى الفزع عن قلوبهم قاموا من السجود { قَالُواْ } فتسأل الملائكة بعضها بعضاً { مَاذَا قَالَ } جبريل عن { رَبُّكُمْ قَالُواْ ٱلْحَقَّ } يعني الوحي { وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ } الرفعي { ٱلْكَبِيرُ } [ آية : 23 ] العظيم فلا أعظم منه . { قُلْ } لكفار مكة الذي يعبدون الملائكة { مَن يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَاوَاتِ } يعني المطر { وَٱلأَرْضِ } يعني النبات فردوا في سورة يونس ، قالوا : { ٱللَّهُ } [ يونس : 31 ] ، يرزقنا إضمار ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : { قُلِ ٱللَّهُ } يرزقكم ، ثم انقطع الكلام ، وأما قوله : { وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } [ آية : 24 ] قال كفار مكة للنبي صلى الله عليه وسلم : تعالوا ننظر في معايشنا من أفضل دنيا نحن أم أنتم يا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ؟ إنكم لعلى ضلالة ، فرد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم : ما نحن وأنتم على أمر واحد إن أحد الفريقين لعلى هدى ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم نفسه وأصحابه ، أو في ضلال مبين يعني كفار مكة الألف هاهنا صلة ، مثل قوله عز وجل : { وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً } . { قُل لاَّ تُسْأَلُونَ عَمَّآ أَجْرَمْنَا وَلاَ نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [ آية : 25 ] { قُلْ } يا محمد لكفار مكة { يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا } في الآخرة وأنتم { ثُمَّ يَفْتَحُ } يقضي { بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ } بالعدل { وَهُوَ ٱلْفَتَّاحُ } القضاء { ٱلْعَلِيمُ } [ آية : 26 ] بما يقضي . { قُلْ } لكفار مكة : { أَرُونِيَ ٱلَّذيِنَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ } يعني بالله عز وجل { شُرَكَآءَ } من الملائكة هل خلقوا شيئاً يقول الله عز وجل { كَلاَّ } ما خلقوا شيئاً ، ثم استأنف { بَلْ هُوَ ٱللَّهُ } الذي خلق الأشياء كلها { ٱلْعَزِيزُ ٱلْحْكِيمُ } [ آية : 27 ] العزيز في ملكه الحكيم في أمره . نظيرها في الأحقاف . { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ } يعني يا محمد { إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ } عامة للناس { بَشِيراً } بالجنة لمن أجابه { وَنَذِيراً } من النار { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ } يعني أهل مكة { لاَ يَعْلَمُونَ } [ آية : 28 ] . { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ } الذي تعدنا يا محمد { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ آية : 29 ] إن كنت صادقاً بأن العذاب نازل بنا في الدنيا { قُل لَّكُم مِّيعَادُ } ميقات في العذاب { يَوْمٍ لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ } عن المعياد { سَاعَةً وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ } [ آية : 30 ] يعني لا تتباعدون عنه ولا تتقدمون .