Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 40-45)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } الملائكة ومن عبدها ، يعني يجمعهم جميعاً في الآخرة { ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ أَهَـٰؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ } [ آية : 40 ] يعني عن أمركم عبدوكم فنزهت الملائكة ربها عز وجل عن الشرك . فـ { قَالُواْ سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ } ونحن منهم براء إضمار ما أمرناهم بعبادتنا { بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ } بل أطاعوا الشيطان في عبادتهم و { أَكْـثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ } [ آية : 41 ] مصدقين بالشيطان . { فَٱلْيَوْمَ } في الآخرة { لاَ يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعاً وَلاَ ضَرّاً } لا تقدر الملائكة على أن تسوق إلى من عبدها نفعاً ، ولا تقدر على أن تدفع عنهم سوءاً { وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } يأمر الله الخزنة أن تقول للمشركين من أهل مكة : { ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } [ آية : 42 ] . { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا } وإذا قرىء عليهم القرآن { بَيِّنَاتٍ } ما فيه من الأمر والنهي { قَالُواْ مَا هَـٰذَا إِلاَّ رَجُلٌ } يعنون النبى صلى الله عليه وسلم { يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُكُمْ وَقَالُواْ مَا هَـٰذَآ } القرآن { إِلاَّ إِفْكٌ } كذب { مُّفْتَرًى } افتراه محمد صلى الله عليه وسلم من تلقاء نفسه { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } من أهل مكة { لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ } يعنون القرآن حين جاءهم { إِنْ هَـٰذَآ } القرآن { إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } [ آية : 43 ] . { وَمَآ آتَيْنَاهُمْ } يعني وما أعطيناهم { مِّنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا } يعني يقرؤونها بأن مع الله شريكاً نظيرها في الزخرف : { أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً } [ الزخرف : 21 ] ، ونظيرها في الملائكة [ فاطر : 32 ] { وَمَآ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ } يعني أهل مكة { قَبْلَكَ مِّن نَّذِيرٍ } [ آية : 44 ] يا محمد من رسول لم ينزل كتاب ولا رسول قبل محمد صلى الله عليه وسلم إلى العرب . ثم قال جل وعز : { وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِمْ } يعني الأمم الخالية كذبوا رسلهم قبل كفار مكة { وَمَا بَلَغُواْ مِعْشَارَ مَآ آتَيْنَاهُمْ } وما بلغ الكفار مكة ، عشر الذي أعطينا الأمم الخالية من الأموال والعدة والعمر والقوة { فَكَذَّبُواْ رُسُلِي } فأهلكناهم بالعذاب في الدنيا حين كذبوا الرسل { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } [ آية : 45 ] تغييري الشر فاحذروا يا أهل مكة ، مثل عذاب الأمم الخالية .