Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 101-115)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ } [ آية : 101 ] يعنى عليم ، وهو عالم ، وهو إسحاق بن سارة . { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ } مع أبيه { ٱلسَّعْيَ } المشى إلى الجبل { قَالَ يٰبُنَيَّ إِنِّيۤ أَرَىٰ فِي ٱلْمَنَامِ } لنذر كان عليه فيه يقول : إنى أمرت في المنام { أَنِّي أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ } فرد عليه إسحاق { قَالَ يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ } وأطع ربك فمن ثم لم يقل إسحاق لإبراهيم ، عليهما السلام ، افعل ما رأيت , ورأى إبراهيم ذلك ثلاث ليال متتابعات ، وكان إسحاق قد صام وصلى قبل الذبح { سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّابِرِينَ } [ آية : 102 ] على الذبح . { فَلَمَّا أَسْلَمَا } يقول : أسلما لأمر الله وطاعته { وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } [ آية : 103 ] وكبه لجبهته ، فلما أخذ بناصيته ليذبحه عرف الله تعالى منهما الصدق ، قال الفراء فى قوله عز وجل : { مَاذَا تَرَىٰ } ؟ : مضموم التاء ، قال : المعنى ما تُرى من الجلد والصبر على طاعة الله عز وجل ، ومن قرأ " تَرى " أراد إبراهيم أن يعلم ما عنده من العزم ، ثم هو ماض على ذبحه ، كما أمره الله عز وجل رجع إلى مقاتل . { وَنَادَيْنَاهُ أَن يٰإِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ ٱلرُّؤْيَآ } فى ذبح ابنك ، وخذ الكبش { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } [ آية : 105 ] هكذا نجزى كل محسن فجزاه الله عز وجل بأحسانه وطاعته ، العفو عن ابنه إسحاق . ثم قال : عز وجل { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْبَلاَءُ ٱلْمُبِينُ } [ آية : 106 ] يعنى النعيم المبين حين عفا عنه وفدى بالكبش { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } [ آية : 107 ] ببيت المقدس الكبش اسمه رزين وكان من الوعل رعى فى الجنة أربعين سنة قبل أن يذبح . { وَتَرَكْنَا } وأبقينا { عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ } [ آية : 108 ] الثناء الحسن يقال له من بعد موته فى الأرض ، فذلك قوله عز وجل : { سَلاَمٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ } [ آية : 109 ] يعنى بالسلام الثناء الحسن ، يقال له من بعده فى أهل الأديان ، فى الناس كلهم . { كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } [ آية : 110 ] { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ آية : 111 ] يعنى المصدقين بالتوحيد { وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } [ آية : 112 ] يقول وبشرنا إبراهيم بنبوة إسحاق بعد العفو عنه { وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ } على إبراهيم { وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا } إبراهيم وإسحاق { مُحْسِنٌ } مؤمن { وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ } يعنى مشرك { مُبِينٌ } [ آية : 113 ] . { وَلَقَدْ مَنَنَّا } أنعمنا { عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } [ آية : 114 ] بالنبوة وهلاك عدوهما { وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا } بنى إسرائيل { مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } [ آية : 115 ] .