Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 131-144)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } [ آية : 131 ] هكذا نجزى كل محسن { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ آية : 132 ] المصدقين بالتوحيد . قال الفراء , عن حيان الكلبى : إل ياسين يعنى به النبى صلى الله عليه وسلم ، فإذا قال سلام على إل ياسين ، فالمعنى سلام على آل محمد صلى الله عليه وسلم ، وآل كل نبى من اتبعه على دينه ، وآل فرعون من اتبعه على دينه ، فذلك قوله عز وجل : { أَدْخِلُوۤاْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ } [ غافر : 46 ] . راجع إلى مقاتل . { وَإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } [ آية : 133 ] أرسل إلى سدوم ، ودارموا ، وعامورا ، وصابورا ، أربع مدائن كل مدينة مائة ألف { إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ } [ آية : 134 ] يعني ابنتيه ريثا ، وزعونا . ثم استثنى امرأة ، فقال جل وعز : { إِلاَّ عَجُوزاً فِي ٱلْغَابِرِينَ } [ آية : 135 ] يعنى فى الباقين فى العذاب { ثُمَّ دَمَّرْنَا ٱلآخَرِينَ } [ آية : 136 ] نظيرها فى الشعراء { ٱلآخَرِينَ } [ الشعراء : 172 ] ، ثم أهلكنا بقيتهم بالخسف والحصب . { وَإِنَّكُمْ } يا أهل مكة { لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُّصْبِحِينَ } [ آية : 137 ] { وَبِٱلْلَّيْلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } [ آية : 138 ] على القرى نهاراً وليلاً وغدوة وعشية ، إذا انطلقتم إلى الشام إلى التجارة ، { وَإِنَّ يُونُسَ } وهو ابن متى من أهل نينوى { لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } [ آية : 139 ] كان من بنى إسرائيل . { إِذْ أَبَقَ إِلَى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } [ آية : 140 ] الموقر من الناس والدواب ، فساهم وذلك أنه دخل السفينة ، فلف رأسه ونام فى جانبها ، فوكل الله عز وجل به الحوت ، واسمها اللخم ، فاحتبست سفينتهم ولم تجر ، فخاف القوم الغرق ، فقال بعضهم لبعض : إن فينا لعبداً مذنباً ، قالوا له وهو ناحيتها ، ياعبدالله من أنت ؟ ألا ترى أنا قد غرقنا ؟ قال : أنا المطلوب أنا يونس بن متى ، فاقذفونى فى البحر . قالوا : نعوذ بالله أن نقذفك يا رسول الله ، فقارعهم ثلاث مرات كل ذلك يقرعونه ، فقالوا : لا ، ولكن نكتب أسماءنا ، ثم نقذف بها فى الماء ، ففعل ذلك ، فقالوا : اللهم إن كان هذا طلبتك ، فغرق اسمه ، وخرج أسماءنا ، فغرق اسمه وارتفعت أسماؤهم ، ثم قالوا الثانية : اللهم إن كنت إياه تطلب فغرق أسماءنا وارفع اسمه ، فغرقت أسماؤهم ، وارتفع اسمه ، ثم قالوا الثالثة : اللهم إن كنت إياه تطلب فغرق اسمه ، وارفع أسماءنا ، فغرق اسمه وارتفعت أسماؤهم ، فلما رأوا ذلك ثلاث مرات أخذوا بيده ليقذفوه فى الماء . ولم يكن أوحى الله إلى الحوت ماذا الذى يريد به ؟ فلما قذف أوحى إلى الحوت ، وليس بينه وبين الماء إلا شبران ، لى من عبدى حاجة إن لم أجعل عبدى لك رزقاً ، ولكن جعلت بطنك له مسجداً ، فلا تحسرى له شعراً وبشرا ، ولا تردى عليه طعاماً ولا شراباً ، قال : فقال له الماء والريح : أين أردت أن تهرب ؟ من الذى يعبد فى السماء والأرض ، فوالله إنا لنعبده ، وإنا لنخشى أن يعاقبنا ، و جعل يونس يذكر الله عز وجل ، ويذكر كل شىء صنع ولا يدعوه فألهمه الله جل وعز عند الوقت ، فدعاه ففلق دعاءه البحر والسحاب ، فنادى بالتوحيد ، ثم نزه الرب عز وجل ، أنه ليس أهل لأن يعصى ، ثم اعترف ، فقال : { لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ } [ الأنبياء : 87 ] . { فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ ٱلْمُدْحَضِينَ } [ آية : 141 ] يعنى فقارعهم فكان من المقروعين المغلوبين { فَٱلْتَقَمَهُ ٱلْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ } [ آية : 142 ] يعنى استلام إلى ربه ، قال الفراء : ألام الرجل إذا استحق اللوم وهو مليم ، وقال أيضاً : وليم على أمر قد كان منه ، فهو ملوم على ذلك ، رجع إلى قول مقاتل . { فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ } قبل أن يلتقمه الحوت { مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ } [ آية : 143 ] يعنى من المصلين قبل المعصية ، وكان فى زمانه كثير الصلاة والذكر لله جل وعز ، فولا ذلك { لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ } عقوبة فيه { إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [ آية : 144 ] الناس من قبورهم .