Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 145-158)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَنَبَذْنَاهُ } ألقيناه { بِٱلْعَرَآءِ } بعنى البرارى من الأرض التى ليس فيها نبت { وَهُوَ سَقِيمٌ } [ آية : 145 ] يعنى مستقام وجيع { وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ } [ آية : 146 ] يعنى من قرع يأكل منها ، ويستظل بها ، كانت تختلف إليه ، وعلة فيشرب من لبنها ولا تفارقه . { وَأَرْسَلْنَاهُ } قبل أن يلتقمه الحوت { إِلَىٰ مِئَةِ أَلْفٍ } من الناس { أَوْ } يعنى بل { يَزِيدُونَ } [ آية : 147 ] عشرون الفاً على مائة ألف كقوله عز وجل : { قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ } [ النجم : 9 ] يعنى بل أدنى أرسله إلى نينوى . { فَآمَنُواْ } فصدقوا بتوحيد الله عز وجل { فَمَتَّعْنَاهُمْ } فى الدنيا { إِلَىٰ حِينٍ } [ آية : 148 ] منتهى آجالهم . حدثنا عبدالله ، قال : حدثنى أبى ؛ قال : حذثنا الهذيل ، قال : وقال مقاتل : كل شىء ينبسط مثل القرع والكرم والقثاء والكشوتا ، نحوها فهو يسمى يقطيناً . قال الفراء : قال ابن عباس : كل ورقة انشقت واستوت ، فهى يقطين . وقال أبو عبيدة : كل شجرة لا تقوم على ساق ، فهى يقطين . { فَٱسْتَفْتِهِمْ } يقول للنبى صلى الله عليه وسلم فاسأل كفار مكة منهم النضر بن الحارث { أَلِرَبِّكَ ٱلْبَنَاتُ } يعنى الملائكة { وَلَهُمُ ٱلْبَنُونَ } [ آية : 149 ] فسألهم النبى صلى الله عليه وسلم فى الطور والنجم وذلك أن جهينة ، وبنى سلمة عبدوا الملائكة وزعموا أن حياً من الملائكة يقال لهم : الجن منهم إبليس أن الله عز وجل اتخذهم بنات لنفسه ، فقال لهم أبو بكر الصديق : فمن أمهاتهم قالوا : سروات الجن . يقول الله عز وجل : { أَمْ خَلَقْنَا ٱلْمَلاَئِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ } [ آية : 150 ] الخلق الملائكة إنهم أناث نظيرها فى الزخرف . { أَلاَ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ } من كذبهم { لَيَقُولُونَ } [ آية : 151 ] . { وَلَدَ ٱللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } [ آية : 152 ] فى قولهم ، يقول الله عز وجل : { أَصْطَفَى } استفهام ، أختار { ٱلْبَنَاتِ عَلَىٰ ٱلْبَنِينَ } [ آية : 153 ] والبنون أفضل من البنات { مَالَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } [ آية : 154 ] يعنى تقضون الجور حين يزعمون أن لله عز وجل البنات ولكم البنون . { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } [ آية : 155 ] أنه لا يختار البنات على البنين { أَمْ لَكُمْ } لما تقولون { سُلْطَانٌ مُّبِينٌ } [ آية : 156 ] كتاب من الله عز وجل أن الملائكة بنات الله { فَأْتُواْ بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ آية : 157 ] . ثم قال جل وعز : { وَجَعَلُواْ } ووصفوا { بَيْنَهُ وَبَيْنَ ٱلْجِنَّةِ نَسَباً } بين الرب تعالى ، والملائكة حين زعموا أنهم بنات الله عز وجل { وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } [ آية : 158 ] لقد علم ذلك الحى من الملائكة ، ومن قال : إنهم بنات الله إنهم لمحضرون النار .