Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 1-10)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ صۤ وَٱلْقُرْآنِ ذِي ٱلذِّكْرِ } [ آية : 1 ] يعنى ذا البيان { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالتوحيد من أهل مكة { فِي عِزَّةٍ } يعنى فى حمية ، كقوله فى البقرة { أَخَذَتْهُ ٱلْعِزَّةُ بِٱلإِثْمِ } [ البقرة : 206 ] الحمية { وَشِقَاقٍ } [ آية : 2 ] اختلاف . ثم خوفهم ، فقال جل وعز : { كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم } من قبل كفار مكة { مِّن قَرْنٍ } من أمة بالعذاب فى الدنيا ، الأمم الخالية { فَنَادَواْ } عند نزول العذاب فى الدنيا { وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } [ آية : 3 ] يعنى ليس هذا بحين قرار فخوفهم لكيلا يكذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم . ثم قال جل وعز : { وَعَجِبُوۤاْ أَن جَآءَهُم } محمد صلى الله عليه وسلم { مٌّنذِرٌ مِّنْهُمْ } رسول منهم { وَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ } من أهل مكة { هَـٰذَا سَاحِرٌ } يفرق بين الاثنين { كَذَّابٌ } [ آية : 4 ] يعنون النبى صلى الله عليه وسلم حين يزعم أنه رسول . { أَجَعَلَ ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وَاحِداً إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ } [ آية : 5 ] وذلك حين أسلم عمر بن الخطاب ، رضى الله عنه ، فشق على قريش إسلام عمر ، وفرح به المؤمنون . { وَٱنطَلَقَ ٱلْمَلأُ مِنْهُمْ } وهم سبعة وعشرون رجلاً ، والملأ فى كلام العرب الأشراف منهم الوليد بن المغيرة ، وأبو جهل بن هشام ، وأمية وأبى ابنا خلف ، وغيرهم ، فقال الوليد بن المغيرة : { أَنِ ٱمْشُواْ } إلى أبى طالب { وَاْصْبِرُواْ } واثبتوا { عَلَىٰ } عبادة { آلِهَتِكُمْ } نظيرها فى الفرقان : { لَوْلاَ أَن صَبْرَنَا عَلَيْهَا } [ الفرقان : 42 ] يعنى ثبتنا ، فقال الله عز وجل ، فى الجواب : { فَإِن يَصْبِرُواْ فَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ } [ فصلت : 24 ] ، فشموا إلى أبى طالب ، فقالوا : أنت شيخنا وكبيرنا وسيدنا فى أنفسنا وقد رأيت ما فعلت السفهاء وإنا أتيناك لتقضى بيننا وبين ابن أخيك ، " فأرسل أبو طالب إلى النبى صلى الله عليه وسلم فأتاه ، فقال أبو طالب : هؤلاء قومك ، يسألونك السواء فلا تمل كل الميل على قومك ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم : " وماذا يسألونى " ؟ قالوا : ارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم لهم : " أعطونى أنتم كلمة واحدة تملكون بها العرب ، وتدن لكم بها العجم " ، فقال أبو جهل : لله أبوك لنعينكها وعشراً معها ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم : " قولوا لا إله إلا الله " ، فنفروا من ذلك ، فقاموا ، فقالوا : أجعل ، يعنى وصف محمد الآلهة إلهاً واحداً أن تكون الآلهة واحداً { إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ } الأمر { يُرَادُ } [ آية : 6 ] . { مَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا } الأمر الذى يقول محمد { فِى ٱلْمِلَّةِ ٱلآخِرَةِ } يعنى ملة النصرانية ، وهى آخر الملل لأن النصارى يزعمون أن مع الله عيسى ابن مريم ، ثم قال الوليد : { إِنْ هَـٰذَا } القرآن { إِلاَّ ٱخْتِلاَقٌ } [ آية : 7 ] من محمد تقوله من تلقاء نفسه . ثم قال الوليد : { أَأُنزِلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ } يعنى النبى صلى الله عليه وسلم { مِن بَيْنِنَا } ونحن أكبر سناً وأعظم شرفاً ، يقول الله عز وجل لقول الوليد : { إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ ٱخْتِلاَقٌ } يقول الله تعالى : { بْل هُمْ فَي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي } يعنى القرآن { بَل لَّمَّا } يعنى لم { يَذُوقُواْ عَذَابِ } [ آية : 8 ] مثل قوله : { وَلَمَّا يَدْخُلِ ٱلإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ } [ الحجرات : 14 ] ، يعنى لم يدخل الإيمان فى قلوبكم . { أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ } يعنى نعمة ربك ، وهى النبوة ، نظيرها فى الزخرف : { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ } [ الزخرف : 32 ] ، يعنى النبوة يقول : بأيديهم مفاتيح النبوة والرسالة ، فيضعونها حين شاءوا ، فإنها ليست بأيديهم ولكنها بيد { ٱلْعَزِيزِ } فى ملكه { ٱلْوَهَّابِ } [ آية : 9 ] الرسالة والنبوة لمحمد صلى الله عليه وسلم . ثم قال : { أَمْ لَهُم مٌّلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيَنَهُمَا } يعنى كفار قريش يقول : ألهم ملكهما وأمرهما ، بل الله يوحى الرسالة إلى من يشاء ، ثم قال : { فَلْيَرْتَقُواْ فِى ٱلأَسْبَابِ } [ آية : 10 ] يعنى الأبواب إن كانوا صادقين بأن محمداً صلى الله عليه وسلم تخلقه من تلقاء نفسه ، يقول الوليد : { إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ ٱخْتِلاَقٌ } الأسباب ، يعنى الأبواب التى فى السماء ، فليستمعوا إلى الوحى حين يوحى الله عز وجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم .