Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 11-20)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم أخبر عنهم ، فقال : { جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّن ٱلأَحَزَابِ } [ آية : 11 ] فأخبر الله تعالى بهزيمتهم ببدر مثل قوله : { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ } [ القمر : 45 ] ببدر والأحزاب بنى المغيرة ، وبنى أمية ، وآل أبى طلحة . { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وفِرْعَوْنُ ذُو ٱلأَوْتَادِ } [ آية : 12 ] كان يأخذ الرجل فيمده بين أربعة أوتاد ، ووجهه إلى السماء ، وكان يوثق كل رجل إلى سارية مستلقياً بين السماء والأرض ، فيتركه حتى يموت . { وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ } يعنى غيضة الشجر ، وهو المقل ، وهى قرية شعيب يعزى النبى صلى الله عليه وسلم ليصبر على تكذيب كفار مكة ، كما كذبت الرسل قبله فصبروا ، ثم قال : { أُوْلَـٰئِكَ ٱلأَحْزَابُ } [ آية : 13 ] يعنى الأمم الخالية . { إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ ٱلرٌّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ } [ آية : 14 ] يقول : فوجب عقابى عليهم فاحذروا يا أهل مكة مثله فلا تكذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم فكذبوه بالعذاب فى الدنيا والآخرة ، فقالوا : متى هذا العذاب ؟ . فأنزل الله عز وجل : { وَمَا يَنظُرُ هَـٰؤُلآءِ } يعنى كفار مكة يقول : ما ينظرون بالعذاب { إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً } يعنى نفخة الأولى ليس لها مثنوية ، نظيرها فى يس : { صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأُخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ } [ يس : 49 ] { مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ } [ آية : 15 ] يقول : ما لها من مرد ولا رجعة . { وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا } وذلك أن الله عز وجل ذكر فى الحاقة أن الناس يعطون كتبهم بأيمانهم وشمائلهم ، فقال أبو جهل : عجل لنا قطنا ، يعنى كتابنا الذى تزعم أنا نعطى فى الآخرة فعجله لنا { قَبْلَ يَوْمِ ٱلْحِسَابِ } [ آية : 16 ] يقول ذلك تكذيباً به . فأنزل الله عز وجل : { ٱصْبِر عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ } يعنى أبا جهل يعزى نبيه صلى الله عليه وسلم ليصبر على تكذيبهم { وَٱذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ } بن أشى ، ويقال : ميشا ، بن عويد بن فارض بن يهوذا بن يعقوب ، عليه السلام { ذَا ٱلأَيْدِ } يعنى القوة فى العبادة { إِنَّهُ أَوَّابٌ } [ آية : 17 ] يعنى مطيع . { إِنَّا سَخَّرْنَا ٱلجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِشْرَاقِ } [ آية : 18 ] وكان داود ، عليه السلام ، إذا ذكر الله ذكرت الجبال معه ففقه تسبيح الجبال . { وَٱلطَّيْرَ مَحْشُورَةً } يعنى مجموعة ، وسخرنا الطير محشورة { كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ } [ آية : 19 ] يقول : كل الطير لداود مطيع { وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ } قال : كان يحرسه كل ليلة ثلاثة وثلاثون ألفاً من بنى إسرائيل ، ثم قال : { وَآتَيْنَاهُ ٱلْحِكْمَةَ } يعنى وأعطيناه الفهم والعلم { وَفَصْلَ ٱلْخِطَابِ } [ آية : 20 ] يقول : وأعطينا فصل القضاء : البينة على المدعى ، واليمين على من أنكر .